فجّرت مراسلة موجّهة إلى وزارة المجاهدين من قبل مؤسسة الأمير عبد القادر فضيحة من العيار الثقيل ببلدية الغزوات 70 كلم أقصى شمال غرب تلمسان، وذلك إثر تحويل المنزل الذي قضى به الأمير عبد القادر آخر ليلة بالجزائر (24 / 25 ديسمبر 1847) بعد إمضاء معاهدة استسلامه إلى مقهى. المسكن المصنّف كموقع أثري، والذي تمّ ترميمه خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بمبلغ 500 مليون، كما ساهمت البلدية بمبلغ مماثل ليتم استكمال ترميمه مؤخرا ليتحول إلى متحف تاريخي بحكم أهميته ليتفاجأ الجميع بتحويله إلى مقهى، حيث تساءل عضو المكتب الوطني للمؤسسة الدكتور محمد مباركي في مراسلة موجّهة إلى السلطات العليا عن الأطراف التي تجرّأت ومنحت رخصة استغلال موقع تاريخي إلى مقرها يسيّرها أحد أقرباء عضو مجلس بلدي للغزوات في العهدة السابقة، والذي استغل نفوذه ليحول المتحف الى مقهى غير مبال بالقيمة التاريخية للمسكن ولا رمزيته التاريخية. حدث هذا رغم أن وزارة المجاهدين تسعى إلى حماية الشواهد التاريخية، إلا ان اطرافا من المجلس السابق لبلدية الغزوات تحاول طمسها، لهذا طالب مباركي بفتح تحقيق معمق في هذا الملف، خاصة وان تحويل هذا المعلم التاريخي إلى مقهى يهدد بطمسه وتخريبه من قبل رواد المقهى، في الوقت الذي صرفت وزارة الثقافة والبلدية مبالغ كبيرة لترميمه لإعادة الاعتبار لتاريخ الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية، الذي أهين بمدينة الغزوات وسط صمت السلطات الولائية والمصالح الأمنية إزاء هذا الاعتداء الصارخ لرموز الكفاح الوطني، ما يستوجب على وزارة المجاهدين التدخل العاجل بغية منع هذا الاعتداء الصارخ، واعادة الاعتبار لآخر رمز لمؤسس الدولة الجزائرية الذي لاتزال منطقة سيدي أبراهيم شاهدة على كفاحه، وكيف قضى على قوات الجيش الفرنسي وأجهز على جيش الجنرال مونتانياك، الذي لقي حتفه هناك. هذا وقد لقي هذا الاعتداء الصارخ الذي تناقلته مختلف وسائل التواصل الاجتماعي على صفحاتها استياءً عميقا، ما يستوجب على السلطات التدخل ومتابعة القضية ومعاقبة الأطراف التي تقف وراء هذا المشكل العويص.