حظي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة امس في زيارته لتمنراست باستقبال شعبي حار في وسط المدينة، تخللته هتافات بحياة الرئيس والجزائر التي وعد باعادتها من بعيد الى عصبة الامم مرفوعة الشأن والهامة. وكانت هذه المسألة مجسدة في لافتات مرفوعة، تشدد على جزائر قوية آمنة احتلت الاولوية في برنامج الرئيس بوتفليقة خلال العهدة الحالية. كما رفعت لافتات من مختلف الجمعيات المدنية التي تجاوبت مع برنامج الرئيس الخاصة بتسوية تداعيات عشرية الفوضى والجنون، وعلاج مشاكل متراكمة جريا وراء استعادة ثقة المواطنين وزرع الامل في نفوسهم وتوديع الخطب السوداوية المروجة من اناس لا يريدون ان تخرج البلاد من الانتقالية الدائمة. وعلى هذا المنوال استقبلت تمنراست رئيس الجمهورية الذي وعد سكانها بايصال لهم الماء من ابعد نقطة في الشمال، وكان عند الوعد كاشفا عن التحدي الجزائري في تشييد مشروع القرن. وحل الرئيس بأول نقطة في رزنامة الزيارة في حدود منتصف النهار واربعين دقيقة، واستقبل بحفاوة بالغة من السلطات المحلية والاعيان، امتزجت فيها الموسيقى الترقية والبارود المدوي واهازيج النسوة وهي تطلق زغاريد بلا انقطاع، وهتافات تعالت في سماء تمنراست بوابة القارة السمراء. وترجمت حفاوة الاستقبال كلمة ممثل الاعيان الترحيبية بالرئيس بوتفليقة بعد تدشينه معلم «ايلامان» الذي انتصب في وسط المدينة، وحامل الاسم الترقي «هنا الماء». ويعد المعلم مجسما مصغرا لجزيرة «ايلامان»، نقطة التزود بالماء من عين صالح حيث يبدأ المشروع العملاق وينتهي بتمنراست على مسافة 750 كلم. وقيل لنا بهذا المعلم ان الماء الذي يصل تمنراست بهذه الكيفية يعبر عن اكبر الانجازات واقواها دلالة في جزائر التقويم والتجديد. وتحدث أكثر من مواطن ل «الشعب» بلغة ابتهاج ومسرة، ان المشروع المنجز، في ظرف قياسي، ويحسب للجزائر، يحمل قيمة لا تقدر بثمن. وذكر السيد عقباوي بابا أحمد عضو بالمجلس الشعبي البلدي لنا في هذا الشأن: «انه يومي تاريخي ان يدشن رئيس الجمهورية هذا المشروع الذي يتطلع اليه بشغف والكثير من السكان رأى فيه الحلم الوردي، ينهي كابوس انتظار الماء، ومرارة اقتنائه، وشرائه بأغلى الاسعار وصلت الى حد 200 دينار للصهريج الواحد في عز الشتاء». وتدخل آخرون: «ان الماء الذي وصلنا بهذه الكيفية والتحدي، يحمل الامل الكبير في انتعاش تمنراست، وبعث اوجه الحياة الاقتصادية، وتحريك المشاريع الاستثمارية التي لم ينطلق الكثير منها بسبب اشكالية الماء. فالماء يحيي الارض ومن عليها ويؤسس لمعيشة. وانصبت كلمة ممثل الاعيان في استقبال رئيس الجمهورية عند هذا المعنى والدلالة مؤكدا نهاية كابوس مفزع ارق سكان تمنراست لسنوات وحقب. ونوه في كلمة ترحيبية مختصرة بالرئيس بوتفليقة بالقول ان مشروع تزويد تمنراست بالماء، تكملة لعشرية من الانجازات هي محل حديث العام والخاص بعاصمة الاهقار يحق ان تفتخر بها وتفتخر بما وعد به رئيس الجمهورية لهذه الربوع في الجنوب الكبير. وسار رئيس الجمهورية راجلا طوال شارع لحوانيت بالحي العتيق مسافة 200 ميلا وهو يحيي الجماهير الملتفة على حافتي الشارع يلوح بيديه الى المواطنين تارة، ويبادلهم التحية تارة أخرى، وجرى كل هذا تحت هتافات مدوية، رافقت الرئيس في طريقه الى تدشين مشاريع حيوية مدرجة ضمن زيارته لتمنراست، وتتمثل في الطريق العابر للصحراء الرابط بين تمنراست وان قزام على مسافة 420 كلم، والحي العمراني الاصيل المشيد بهندسة متميزة تترجم الانتماء والهوية والثقافة «آدريان». ويتضمن الحي مرافق ومنشآت تجعل منه حظيرة سكنية متوفرة على شروط العمران، وليس مجرد بنايات «مراقد» فهو يحتوي على 1028 مسكن، ومدارس، وعيادة ومكتبة وملحق بلدية ومحلات تجارية.. انها لحظات تاريخية عاشتها تمنراست امس، عمت الفرحة سكانها بقدوم الماء، معتبرين ان هذه الخطوة العملاقة، لا بد ان تتبع بأخرى لانجاز مشاريع سياحية ومؤسسات مصغرة تخرج الكثير من الشباب والبنات الماكثات في البيوت الى المحيط المتغير المفتوح على خلق مناصب شغل والثروة والقيمة المضافة. اكدت هذا الطرح السيدة مليع بدرة شكرون القاطنة بحي سرسوف والآنسة بن محمد زهراء مشددتين على جهود اضافية في التكفل بانشغالات المواطنين، والاهتمام بترميم السكنات الآيلة للانهيار خاصة بحي تهقار الغربية وكل هذه المسائل تجد العناية من البرنامج الخماسي الذي استفادت منه ولاية تمنراست بمبلغ معتبر قيمته 243،9 مليار دينار ويشمل مجالات متعددة تجعل تمنراست عاصمة الجنوب الكبير بامتياز وقلبه النابض في كل الظروف والاحوال.