عاشت بسكرة أمس أجواء احتفائية بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي قام بها لعروس الزيبان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. واتخذت بسكرة بوابة الصحراء ديكورا متميزا، زادته تلألؤ وضياء وبهرجة الألوان الوطنية في كل مكان، واللافتات المنتصبة على واجهات الطرق والممرات، مرحبة بالرئيس الذي يزورها للمرة الرابعة منذ توليه الحكم، وقرر اعادة الجزائر الى سابق عهدها من العزة والكرامة مرفوعة الهامة، معززة بالمصداقية والسلم الذي يحلم به الجميع بعد سنين الجمر والدمع.. وكان هذا مضمون رسالة عروس الزيبان لرجل السلم والمصالحة الذي جعل من تنمية الجزائر العميقة أولويته المطلقة وشرطا دائما للإستقرار والطمأنينة والتآخي في وطن تآمر عليه الأبناء قبل الأعداء، وانساقوا وراء مشروع غريب، كاد أن يدخل المجتمع إلى فتنة لا مخرج لها وسدت الفجوة وأصلح الأمر بفضل تدابير ميثاق السلم والمصالحة. في هذا الجو الاحتفائي، استقبل الرئيس بوتفليقة بحفاوة حارة من قبل اطياف المنطقة البسكرية التي دشن بها مشاريع حيوية في قطاعات الفلاحة والتربية والتعليم، والموارد المائية والصحة ومواد البناء. وقد حل الرئيس في حدود الساعة الاحدى عشر والربع بحي الوادي قادما من بلدية سيدي عقبة حيث تابع منجزات عدة، وكان الاستقبال الشعبي حارا في أجواء امتزجت فيها الهتافات بحياة رجل المصالحة، وخيارات جزائر التجديد والتقويم. وظل الرئيس يسير على طول الشارع المذكور حي الوادي، المجاور لشوارع مهمة بوسط بسكرة من الأمير عبد القادر الى الزعاطشة، طريق سيدي عقبة.. وكان يرد على المواطنين بالابتسامة، والمصافحة للايادي الممدودة، تجاوبا مع السياسة المنتهجة من أجل جزائر أخرى غير التي تريدها حملات التشكيك وحفار القبور، وابقائها بعيدا عن الانتقالية والأزمة الدائمة. وزادت الجو حرارة وانتعاشا الفرق المحلية وهي تؤدي أحلى الأنغام البسكرية، متمسكة بالتراث والأصالة رافضة التخلي عن مكنونات الهوية والانتماء لمنطقة تزخر بالمعالم الحضارية والثقافية اعطت للجزائر ثراء التنوع وقوته. وذكر بهذا جدي فصيل رئيس جمعية الازدهار الاجتماعي لحماية وادماج الشباب.. وقال لنا تحت دوي البارود وانغام الزرنة، والشكوة المتصاعدة الى اعماق السماء، أن مجيء بوتفليقة الى بسكرة يعني تحريك المشاريع والتنمية في ابعد أفق وصدى. وهذا ما انتظره سكان حي الغالب المطالبين بمركب رياضي جواري يقدم خدمات للشباب.. ودعم الطرح طراي أحمد رئيس فرقة البارود لفرسان الزيبان المعروفة باللونين، الابيض سمة السلام والافراح، والاسود صفة البارود والرجولية. وذكر مرزوق عامر، الطالب الجامعي، بأن التعليم العالي الذي يعرف الانتعاش الكبير، أولاه الرئيس في كل جولاته الميدانية وحرص على حد الجسر بين جامعة محمد خيدر والمحيط بعيدا عن الانغلاق على الذات والجمود في البرج العاجي. ومن جهته أوضح بلخير أحمد نائب رئيس فرقة مرزوق الفلكلورية بحي العالية العتيق، وتأسست في ,1950 أن الرئيس بوتفليقة، أعاد الأمل للجزائر الجريحة، وبسكرة مضرب المثل .. واعتبر بوخالفة الشيخ رئيس جمعية قوافل الصحراء ان المشاريع التي حركت التنمية بعروس الزيبان، كانت كلها ضمن برنامج الرئيس بوتفليقة.. وبفضلها احدثت مناصب شغل جديدة، وقلصت البطالة الى 12 في المائة بعدما كانت متجاوزة الخطوط الحمراء وتضرب خريجي الجامعات والمعاهد.. ونادى حمحام جمال (35 سنة) من حي العالية القصديري، بمزيد من الاهتمام بالسكنات الهشة التي تحمل مخاطر على حياة المواطنين في بسكرة.. وهو الطلب الذي تقدمت به عبر »الشعب« لرئيس الجمهورية السيدة جودي ربيعة 27 سنة، مؤكدة على هذه المسألة التي تشوه وجه المدينة، وتحرم المواطنين من الحياة العادية.. وشدد آخرون على خيار المصالحة التي عمت ربوع المنطقة بعد سنوات العنف والارهاب التي مست بشكل استثنائي جبال أريس، المجاورة لباتنة.. وضربت عمق ربوع البسباس، رؤوس الميعاد خارج بسكرة على بعد 105 كلم. لكن هذا الوضع ولى بغير رجعة في عهد الرئيس بوتفليقة الذي وضع ميثاق السلم والمصالحة فوق كل الحسابات.. وهي مصالحة كشف سكان بسكرة أنهم معها وساندونها بلا تردد الى ابعد الحدود.