كشف عبد الحق بن باديس شقيق العلامة ورائد الإصلاح الجزائري عبد الحميد بن باديس عن أدق الأسرار التي اتسم بها أخوه الأكبر على صعيد المطالعة والكتابة وتكريس فن الخطابة،ويتحدث لأول مرة عن اقرب الناس إلى قلب وفكر العلامة والكثير من الخصوصيات في أدائه لرسالة التربية والتعليم وإصراره على التعليم مباشرة بعد صلاة الفجر. قال عبد الحق بن باديس ل”الشعب” مصرحا لأول مرة أن إنشاء المطبعة الجزائرية الإسلامية تزامن مع تاريخ 16أفريل سنة 1925 وجاءت المصادفة لينتقى يوم وفاته بوما وطنيا للعلم تحتفي فيه الجزائر وتستذكر مسار الرجل وتعنى فيه النخبة والمؤسسات التعليمية والثقافية بهذا العيد الذي يكتسي أهمية بالغة.تحدث الأخ الأصغر عبد الحق الشاهد على العالم الجليل وسطعت معه الحقائق حيث أقر أن الشيخ بن باديس عندما كان مكلفا بالدروس في الجامع الأخضر يبدأ عملية التدريس مباشرة بعد أدائه صلاة الفجر،وأول درس كان يعطيه”العروة الوثقى”. وكان الشيخ بن باديس بعد صلاة العصر يستأنف عملية التدريس حيث يعكف على تلقين علوم الفقه التي تضمنها موطأ الإمام مالك،وراحة الشيخ كانت تمتد من صلاة الظهر إلى غاية صلاة العصر وفي كل الأوقات التي كان ينتقيها الشيخ حكمة كبيرة. وحسب شهادة عبد الحق بن باديس فإن شقيقه اعتنق بحب كبير رسالة التدريس مدركا أهميتها وحساسيتها خاصة في زمن كانت الإمبريالية الفرنسية تستهدف الهوية والقومية الجزائرية،وبلغ حجم الدروس التي كان يعطيها بشكل يومي ما لا يقل عن 15 درسا في اليوم. أعلن الأستاذ عبد الحق أنه يعكف في الوقت الراهن على تجميع مكتبة شقيقه الشيخ عبد الحميد وإعادة تنظيمها حتى تكون جاهزة وتنفتح على الطلبة والباحثين بالنظر إلى الكنوز التي تدخر داخل بطنها. واعترف الأستاذ عبد الحق أن شقيقه كان يقرا جميع الكتب،حيث يطالع علوم الدين والأدب ويتقصى كل ما تعلق بكتي التاريخ ويبحر حتى عبر كتب الحساب و العلوم الطبيعية والهندسية والرياضية وما تكتنزه مكتبته إلا دليل على ذلك. وفي الشق المتعلق برسالة التعليم التي اعتنقها بن باديس كشفت عن إقدامها وتنظيم أوقاته ونفسه لتعليم جميع الفئات العمرية بدءا من الصغار إلى الكبار وفوق هذا وذاك كان ينظم الجولات عبر كامل التراب الوطني ليستفيد من علمه الطلبة والباحثين وليأخذ منه الأئمة وفي كل هذا لم يغفل الكتابة الصحفية التي ترجمها على ارض الواقع من خلال اقتناء مطبعة خاصة منحها طابعا إسلاميا. ومن الشخصيات التي كانت قريبة جدا من العلامة بن باديس احمد بوشمالة الذي اشرف رفقة ثلاثة رفاق آخرين على افتتاح المطبعة الإسلامية بتاريخ 16 أفريل من سنة 1925. ومن الوجبات المحببة لرائد الإصلاح الجزائري قال الأستاذ عبد الحق بن باديس أنها كانت تتمثل في الفول الطري مسكوبا عليه الخل،وغلى جانب لحم الخروف الطري مطهوة على البخار.