شكّل موضوع الميكانيك المتقدم والطاقات المتجددة «سيمار 2018» محور مؤتمر دوليا احتضنته، أمس، وعلى مدى يومين المكتبة الجامعية لجامعة، امحمد بوقرة، ببومرداس بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين والخبراء المتخصصين في المجال الذين عكفوا، خلال اليوم الأول، على تقديم مداخلات وعرض بعض الأبحاث المتعلقة بهذه التكنولوجيا المتقدمة التي أحدثت طفرة نوعية في الميدان الصناعي وترقية المؤسسات الاقتصادية من حيث النوعية وجودة المنتوج التنافسي في الأسواق العالمية والمحلية.. الملتقى العلمي الذي بادرت إليه كلية علوم المهندس وقسم الهندسة الميكانيكية بالتعاون مع مخبر الطاقة ومراكز البحث والتطوير جاء حسب مداخلة رئيس جامعة بومرداس عبادلية محمد الطاهر «كإسقاط للحركية والديناميكية الاقتصادية والصناعية التي تعرفها الجزائر ومنها بومرداس التي استقبلت الكثير من المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين الباحثين عن فرص لتوسيع نشاطهم، وبالتالي فإن مسؤولية الجامعة ومخابر البحث المتخصصة هي مواكبة ومرافقة هذه الديناميكية من حيث الاستشارة وإجراء البحوث المخبرية لترقية المنتوج الوطني. أضاف البروفيسور عبادلية «أن الجامعة ملزمة بالمساهمة والانخراط في هذا المنحى الاقتصادي الجديد للجزائر خاصة ما تعلق بتشجيع الأبحاث في مجال تطوير الطاقات المتجددة تماشيا والتحولات الراهنة التي تميزها تراجع أسعار ومخزون البترول والطاقات التقليدية وتثمين الثروات الوطنية». من جانبه، انتقد رئيس الملتقى إدير لعبيدي، في لقاء على عجل خص به «الشعب» على هامش الجلسات»غياب المؤسسات الاقتصادية والصناعية وعزوف المتعاملين الاقتصاديين عن المشاركة في هذا اللقاء العلمي والتكنولوجي الهام الذي يهم الاقتصاد الوطني ومنظومة ترقية المؤسسات الجزائرية الناشئة». أكد هذا الأخير أيضا»أنه من أصل أزيد من 50 دعوة بالمشاركة لإثراء اللقاء وجهت لرؤساء المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة لم نسجل حضور سوى 5 مؤسسات منها بنك البدر والسلام ومؤسسة سونالغاز وهوما يوحي بغياب النظرة الاستشرافية لتطوير وترقية المؤسسة الجزائرية في ظل كل هذه التحديات الاقتصادية المفروضة عالميا. عن أهداف الملتقى ودوافعه، اعتبر بلعيدي»أن الفكرة جاءت أولا لتفعيل وإعادة بعث مخابر البحث بقسم الهندسة لجامعة بومرداس وتشجيع الطلبة الباحثين، وتماشيا أيضا مع التحولات الاقتصادية التي تعرفها الجزائر ومتطلبات مساهمة الجامعة الجزائرية في مرافقة المؤسسات الوطنية الناشئة لمساعدتها في اقتحام بعض المجالات الصناعية والتكنولوجية المتقدمة والصناعة الذكية ومحاولة تجسيد بعض الأفكار الجديدة في الميدان منها مشروع «الحي الذكي» بكل ما يحيط به من مرافق وخدمات في مجال الإنارة العمومية، النقل، معالجة النفايات وغيرها من الخدمات الأخرى العصرية عن طريق توسيع استخدام الطاقات المتجددة صديقة البيئة». شهد اليوم الأول من الملتقى تقديم جملة من المداخلات الهامة تمحورت في مجملها حول تقنيات تطوير الصناعة الذكية والميكانيك المتقدمة، التصنيع الإضافي والطاقات المتجددة، موزعة عبر ثلاثة محاور أساسية شملت موضوع التكنولوجيات الميكانيكية المتقدمة والطاقة الخضراء في تطوير الصناعات الذكية، كما خصص فضاء جانبي لفائدة طلبة الدكتوراه الباحثين لعرض أبحاثهم العلمية الصناعية ومشاريعهم الاقتصادية والاستفادة من جلسات نقاش واحتكاك مع الأساتذة الباحثين وبعض الأجانب المشاركين في أشغال المؤتمر.