خطاب الرئيس تبون في لقاء الحكومة بالولاة يشكل خارطة طريق    تساقط أمطار وثلوج على المرتفعات نهار اليوم    خطر الاستلاب الثقافي..!؟    الأطباء الخواص يلهبون أسعار الفحوصات ومرضى يتخلّون عن العلاج    تخصيص 906 مليارات دج على مدى السنوات الخمس الأخيرة    إخماد حريق اندلع بالمحطة البرية لنقل المسافرين بالعاصمة    إعادة تنظيم وتأطير النشاطات التجارية وتطوير شبكات التوزيع    سيتم إرساء نظام جديد لتسيير الجماعات المحلية بداية من سنة 2025    توجيهات الرئيس تبون تعطي ديناميكية لتكفّل أمثل بالمواطن    محطة القطار لوهران ضمن التراث الوطني    نحو تمديد عطلة الأمومة تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية    إبراز فضائل الحوار لتحسين الخدمة العمومية للصحة    بوابة وطنية لربط علماء الجزائر في المهجر    500 مشروع ضمن استراتيجية التحوّل الرقمي    طاقات متجددة: مختصون يبرزون أهمية استثمار الجزائر في مصادر متنوعة لاسيما طاقة الرياح    الجيش يطوّر 3 مشاريع لطائرات بدون طيار    شعلال يعود إلى المنافسة    لقاء الحكومة الولاة فرصة لتعزيز المكاسب التنموية    إسرائيل تعطّل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار    الانتاج الصناعي : الشركات الوطنية ترفع تحدي تنويع الاقتصاد    ضبط 20 كيلوغراما من الشمة المرحية    قتيل وجريح في حادث بالشبلي    الشرطة توقف مروجي ممنوعات    "الأهلي" المصري يصرّ على ضم بونجاح    قرار اللجنة الطبية في الاتحاد الفرنسي يحدّد مصير بن طالب    رحلة في أعماق التحديات النفسية بعد الحرب    ألوان وعطور ومسّرات أخرى    قمة في العاصمة.. المولودية للتدارك وبلوزداد للتصالح مع الأنصار    تسويق الأسماك من المنتج للمستهلك بوهران    تعزيز الثقافة الوقائية وتقوية المنظومة الصحية كفيلان بالتصدي للجوائح    مستغانم..انطلاق حملة جني مختلف أنواع الحمضيات    تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية..الحكومة تدرس تمديد عطلة الأمومة    معسكر.. لقاء دراسي حول الرقمنة والخدمات الالكترونية للهيئات التابعة لقطاع العمل    جمعية مشعل الشهيد تحيي الذكرى ال46 لرحيل الرئيس هواري بومدين    المغرب: "جمعة الموت" كتاب جديد يوثق لجرائم المخزن بحق المهاجرين الأفارقة في مجزرة يونيو 2022    كرة القدم/ الرابطة الاولى "موبيليس" (جائزة ديزاد باست): اختيار ابراهيم ديب (شباب قسنطينة) أفضل لاعب في سنة 2024    غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 45361 شهيدا و 107803 جريحا    سطيف: افتتاح الطبعة السابعة للتظاهرة الثقافية "الفوارة شو"    انطلاق المنافسة بمشاركة 35 ملاكما يمثلون ست دول    الجزائر تحتضن المؤتمر القادم    إبرام اتفاقية تعاون مع شركة شاينا هاربور للهندسة    برنامج استثنائي لاستيراد اللحوم    الاتفاق على تعزيز التعاون    بللو يُشجّع القراءة    إثراء مشروعي قانوني البلدية والولاية    الصهاينة يقتلون طفلاً كل ساعة في غزّة    صادي يلتقي حراز    أمن موازية يداهم الأماكن المشبوهة    استمرار رسائل الشرع المطمئنة للعالم الخارجي    النعامة: جثمان الكاتب والقاص والمترجم بوداود عمير يوارى الثرى    وزير الثقافة والفنون يشرف على أشغال يوم دراسي حول التشبيك الوطني للمكتبات القطاعية والتحول الرقمي    اختيار القيادة العربية الأكثر تأثيرا 2024    الرئيس تبون يولي عناية خاصة للجيش الأبيض    ظاهرة الغش والاحتيال تنتشر بين التجّار    دعاء : أدعية للهداية من القرآن والسنة    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام    روائع قصص الصحابة في حسن الخاتمة    فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«التجريب في الرواية الجزائرية»
نشر في الشعب يوم 21 - 12 - 2018

دارت بدار الثقافة عبد القادر علولة، - على هامش الصالون الوطني للكتاب في طبعته الثالثة بتلمسان - أشغال الجلسة العلمية الموسومة بالتجريب في الرواية الجزائرية بحضور أسماء وازنة لها مساهمات في دنيا السرد الجزائري الحديث. وكانت الانطلاقة مع الروائي والباحث الأكاديمي د . حسين علام صاحب رائعة «خطوة في جسد» وكتاب «العجائبي في السرد « والنقاش حول «مصطلح التجريب: طبيعته وماهيته وحدوده وإمكانية تحققه بالإضافة إلى طرح مآزقه ورصد تجلياته في المتن الروائي الجزائري الراهن. تلاها مداخلة، د سعيد، بوطاجين الذي توقف بإسهاب عند «مفهوم السرد كما ظهر في الغرب وعن ظروف نشأته في غضون الحرب العالمية الثانية وما تولد عنها من إحباط قاس وتراجع مرعب لصوت الفلسفة وكذا مقاصد التجريب وأهدافه».
فالتجريب، يقول د.بوطاجين «لم يكن محض صدفة ولا حركة عبث عابرة وإنما كان أنصاره يرغبون في التأسيس لتقاليد أدبية جديدة من خلال ابتكار طرائق وترقيتها إلى أقصى الحدود وذلك لجعل السرد أكثر وظيفية من خلال ارتباطه بالحقيقة والعلاقات الإنسانية». وأشار الباحث أيضا إلى
«أن التجريب تمخض في حقيقة الأمر عن أسئلة غير يقينية كعلاقة النقل بالعقل. إن التجريب عند الغرب كانت تحكمه مقولات فلسفية وجمالية نقدية كمقولة التشظي وعلاقة الزمن المركب بالزمن الكلاسيكي وعلاقتهما معا بالمجتمع، بالإضافة إلى مقولة البنية المضادة في مقابل البينة القائمة». وكان من ضمن ماجاء في سياق الحديث مسألة انتقال مصطلح التجريب من تربة ثقافية غربية لها خصوصياتها وسياقها التاريخي إلى بنية عربية لها هويتها المفارقة وهنا مكمن العطب في ضبط الجهاز المفاهيمي لسلسلة من المصطلحات التي عبرت إلينا من وراء البحر كالحداثة وما بعد الحداثة ومفهوم الجيل.
للإشارة تعاني هذه المصطلحات من ضبابية وغياب في الدقة وبالرغم من هذه الحالة التراجيدية التي تريد أن تنسف مراحل التجريب انطلاقا من القراءة وصولا إلى الفهم والتمثل والفهم والتجاوز كمحطة أخيرة، فإن الباحث يصر بوجود إشراقات روائية بلغت فيها درجة التجريب مبلغها على النحو الذي نشهده عند التونسي المسعدي في تحفته الرائعة حدث أبو هريرة قال الذي استفاد من طرائق السرد الثراثية وكذلك رواية الجازية والدراويش لعبد الحميد بن هدوقة، فقد كان، يقول «هذان الرائدان عارفان بالجملة السردية ومفهوم الوظائف والمستويات السردية وغيرها من متطلبات الجنس الروائي. أما في مداخلة د مخلوف عامر المعروف تساءل حول الجوانب التي مسها التجريب في الرواية الجزائرية كاللغة والأشكال السردية، مشيرا أن الرواية الجزائرية فتية وأن الروائي الجزائري كائن عصامي والمنظومة التربوية لم تزوده بخبرات الكتابة وآلياتها. وأضاف أن الخطاب الروائي ظلّ شديد الارتباط بالتحولات الاجتماعية لهذا كان قائما على الإيديولوجيا. ومن مظاهر التجريب في الرواية الجزائرية حسبه اشتغالها على التاريخ والتصوف والسخرية واللغة الشعرية والعامية ضاربا المثل براويات الطاهر وطار بوجدرة والحبيب السايح الواسيني لعرج وعبد الوهاب بن منصور وأسماء أخرى.
...وآخر حول واقع القصة القصيرة جدا في الجزائر
- تعاني من جهتها القصة بشكل إجمالي والقصة القصيرة جدا تحديدا في الجزائر غبنا مضاعفا. ولعل الشعور بهذه الوضغية التراجيدية لهذا الجنس الأدبي كان حافزا لبرمجة ندوة عن القصة القصيرة جدا في الجزائر على هامش فعاليات الصالون وذلك قصد مدارسة شؤون المشهد القصصي في شقه القصير وتحديد مواصفاته الجمالية وسائر انشغالاته. فأشار كل من الإعلامي والروائي محمد بن زيان ود عبد القادر لصهب من قسم الفنون والقاص والمترجم عبد القادر زيتوني إلى طبيعة مصطلح القصة القصيرة جدا قائلين أنه «مصطلح زئبقي لا يثبث على حال يتزيى بكل اللبوس بحيث تفرق دمه في عدة مسميات فهذا الخطاب الأدبي ينعت بنعوت شتى: القصة القصيرة جدا - القصة الومضة - القصة اللوحة - القصةالمشهد -القصة السندويش. وبالرغم من كون بعض المتحمسين في الثقافة العربية يصرون على أن هناك جذورا جنينية لهذا اللون الكتابي في تراثنا ك «شذرات أبي حيان التوحيدي»، إلا أن الحقيقة الساطعة تقول إن «القصة القصيرة جدا في الجزائر فن وافد إلينا بفضل حدوث فعل المثاقفة». والشواهد في آداب الأمم الأخرى كثيرة فتجارب بورخيس في الأرجنتين وهنمغواي في أمريكا ونتالي ساروت في فرنسا كلها عينات تؤكد وتثبت بالدليل القاطع حقيقة الريادة والسبق لهؤلاء الرواد. أما بخصوص نشأة القصة القصيرة جدا فيرجعها الكثير من الدارسين إلى انتشار وذيوع اللون الكتابي الياباني المعروف بالهايكو وطبيعة العصر القلق والوتيرة السريعة لتعاقب الأحداث جراء التطور التكنولوجي المرعب بالإضافة إلى طموح القصاصين في ضرورة استعادة القصة عافيتها بعد ان سحبت الرواية البساط منها.
هذه المؤشرات كلها ستنعكس لا محالة على جماليات فن القصة القصيرة جدا التي ستركن إلى التكثيف وبناء بنية مشهدية والارتماء بين أحضان الترميز دون ان تطيح بالحدث كليا لكونه مكونا من مكوناتها الأساسي.
بعد هذه الجولة في استحضار تاريخ القصة القصيرة جدا في العالم انصب الحديث عنها هنا بالجزائر واعتبر الضيوف أن تجربة محمد الصالح حرزالله الذي أبدع مجموعته القصصية الطفل يجمع شتات ذاكرة رائد ا في هذا المجال ثم توالت التجارب مع أسماء أخرى مثل علاوة جروة وهبي وعبد الكريم ينينة وسعيد موفقي ورقية هجرس وبختي ضيف الله ومحمد دريدي. لكن رغم هذا الحضور الإبداعي اللافت فإن القصة القصيرة جدا في الجزائر تعاني من عدة مشكلات كغياب المنابر والملتقيات والمتابعة النقدية الرصينة مع وجود استتثناءات كمبادرة د علاوة كوسة في انطولوجيته حول القصة الجزائرية فقد أحصى الرجل 60 اسما من مبدعي الجزائر الذين يكتبون القصة القصيرة جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.