كانت سنة 2018 ناجحة وثرية بالنسبة لمجمع سوناطراك، من حيث توقيع العديد من الإتفاقيات البالغ عددها عشرون إتفاقية مع الشركاء الأجانب للإستفادة من خبرتهم التكنولوجية لترقية نشاط المجمع بكل فروعه في مجال زيادة الإستكشاف والتنقيب في حقول الغاز والبترول، والإستثمار في مشاريع جادة تحقق قيمة مضافة بمبلغ 10 مليار دولار، كان أخرها مشروع إنجاز مصنع الفوسفات بتبسة بالشراكة مع الصينيين. انتهجت شركة سوناطراك في إطار إستراتيجيتها لتعزيز المضمون المحلي لمخططاتها لتطوير المجمع والرفع من نسبة الإندماج الصناعي الوطني إلى 55 بالمائة أفاق 2030 ، سياسة إقتصادية جديدة تتكيف مع التحديات الكبيرة أجل المحافظة على إنتاجها للمحروقات وكذا جذب الاستثمارات الأجنبية، بالإنتقال من تسويق النفط الخام إلى صناعة تحويلية لجلب العملة الصعبة للخزينة العمومية، في هذا الإطار قامت بإقتناء مصنع التكرير أوغستا بإيطاليا، كما إهتمت بتطوير ميدان الهندسة. ولم يغفل المجمع الإرتكاز في سياسته على الإستثمار في المورد البشري بإعتباره عجلة تحريك نشاطات فروع المجمع، وذلك عبر التكوين المتواصل للعمال، موازاة مع ذلك، سيشرع المجمع في إستحداث قاعدة بيانات تضم مجمل المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة الراغبة في المناولة لصالح سوناطراك، وستسمح قاعدة البيانات لسوناطراك بتقديم النصائح وتوجيه، وشرح احتياجاتها لمتعامليها لدفعهم إلى تحسين عروضهم من سلع أو خدمات، وبعد تشكيل قاعدة البيانات هذه سيتم القيام بالتأهيل الأولي للمؤسسات الوطنية القادرة على تقديم التجهيزات والخدمات الضرورية لنشاطات الشركة. وبالمقابل، فإن أولى نشاطات التنقيب عن المحروقات في عرض البحر سيتم إطلاقها مع مطلع 2019، حسب ما صرح به الرئيس المدير العام للمجمع عبد المومن ولد قدور، بحيث أبدى شركاء سوناطراك اهتماما لمرافقتها في تطوير نشاطات التنقيب واستغلال المحروقات في عرض البحر بالجزائر، علما أن مشاريع إستكشاف واستغلال المحروقات في عرض البحر ببجاية ووهران بلغت مرحلة تقييم المعطيات الجيوفيزيائية. ومن بين المشاريع تنصيب وسائل ومعدات الشركة الوطنية البترولية سوناطراك في «يوليو المقبل» بحقل واد قطريني بديرة (جنوب البويرة) قصد القيام بعمليات البحث و التنقيب، وهو أول حقل بترول تاريخي للجزائر حيث تم اكتشافه سنة 1948. حيث أن حقل واد قطريني ينتج حاليا 5 طن من البترول يوميا، وسيتم شحن البترول الخام عن طريق البراميل ليرسل إلى مركز التخزين بالمسيلة ثم نحو مركز المنصورة ليتم نقله بعدها إلى بجاية. وحسب وزير الطاقة فإن الاستثمارات المرتقبة على مستوى هذا الحقل البترولي خلال الفترة 2018 - 2022 تقدر ب 646 مليون دينار منها 233 مليون دينار لسنة 2018. مما شأنه تقديم الكثير للجزائر في مشاريع البحث والتنقيب عن البترول في الجزائر. بحيث أن عمليات البحث و التنقيب عن البترول هذه تمس أيضا ولايات عين الدفلى و تيارت . وقصد تدعيم و تنويع نشاطاتها في الخارج وتأمين أسواقها التقليدية إستثمرت شركة سوناطراك في مجال البتروكيمياويات ، عبر إبرام عقد مساهمات مع مجموعة التركية القابضة «رونيسنس» طويل المدى لإنشاء مجمع للبتروكيماويات بمنطقة كايهان في تركيا لتحويل البروبان إلى مادة البوليبروبلين وهي مادة بلاستيكية تستخدم في عدة قطاعات صناعية، منها صناعة السيارات والنسيج والأدوية، بقيمة 1.2 مليار دولار وطاقة إنتاجية ب450 ألف طن سنويا مما يسمح بتلبية إحتياجات السوق التركية من هذه المواد البلاستيكية. وفيما يتعلق برقم أعمال تصدير مجمع سوناطراك في الأشهر الخمسة الأولى من 2018، فقد بلغ 15.97 مليار دولار أي بإرتفاع قدر ب14 بالمائة، و14.8 مليار دولار من مداخيل التصدير إلى غاية نهاية ماي 2018 مقابل 12.7 مليار دولار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، أما الجباية البترولية فقد بلغت 1.232 مليار دج خلال الأشهر الخمسة الأولى من2018 أي بإرتفاع 19 بالمائة مقارنة بسنة 2017.