المساجد والمتوسطات لاحتواء الأزمة وتخوّف من عواصف هوجاء قادمة ما تزال العديد من العائلات العنابية، تفترش المساجد والمتوسطات، منذ الأمطار الطوفانية الأخيرة التي شهدتها ولاية عنابة، بعد أن غمرت المياه سكناتهم والتي وصلت إلى علو يفوق 200 متر، لا سيما القاطنين منهم في البنايات الفوضوية، حيث لم يكن لهم سبيلا آخر سوى اللجوء إلى أقرب مكان لهم للاحتماء به، خوفا من أن تجرفهم مياه الأمطار.. تستنجد هذه العائلات، لا سيما منهم سكان حي 312 مسكن بحي بوخضرة، بالمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي لولاية عنابة توفيق مزهود للنظر في وضعيتهم الكارثية، التي باتت تتطلّب حلا سريعا قبل اضطراب جوي آخر قد يؤدي إلى حدوث كارثة، مشيرين إلى أنهم بحاجة إلى ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال. وأكد سكان حي 312 ببوخضرة، إلى أن اجتماعا جمعهم بوالي الولاية، والذي وعدهم بإيفاد لجنة تحقيق إلى حيّهم لأجل النظر في وضعيتهم وترحيلهم، خصوصا وأن البعض منهم يبيتون بمسجد خديجة أم المؤمنين، وآخرون افترشوا متوسّطة الحي، وهم يتخوّفون من العودة إلى منازلهم بسبب اهتراء جدرانها والآيلة حسبهم للسقوط في أي لحظة، ناهيك عن الطرقات التي تتحوّل إلى مستنقعات وبرك مائية بمجرد سقوط الأمطار، وأكد سكان الحي إلى أنهم ناشدوا فيما قبل السلطات المعنية للنظر في وضعيتهم، إلا أنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة بشأنهم لوضع حدّ لمعاناتهم اللامتناهية، والتي تتكرّر مع حلول فصل الشتاء. من جهة أخرى عرفت الفيضانات الأخيرة هبّة تضامنية لجمعيات خيرية بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي، والتي قامت بتقديم يدّ المساعدة لعديد العائلات المتضرّرة والمنكوبة، على غرار سكان حي 312 ببوخضرة ببلدية البوني، حيث تمثلت المساعدات في تقديم ألبسة وأغطية وأفرشة ومواد غذائية، على أن تتواصل العملية لجميع العائلات المنكوبة المتواجدة عبر قطر الولاية. خلية متابعة أطباء وإطارات لمراقبة الوضع عن قرب إضافة إلى ذلك وتنفيذا لتعليمات والي ولاية عنابة، تمّ تشكيل خلية متابعة وتنسيق على مستوى الموارد المائية تضم هذه الأخيرة إلى جانب مديرية التربية والحماية المدنية، حيث وضعت الخلية رقم خاص تحت تصرف سكان الولاية للتدخل العاجل والتكفل بجميع المتضرّرين. وفي هذا الإطار أيضا قامت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية عنابة، ممثلة في الخلايا الجوارية للتضامن بإرسال أخصائيين نفسانيين، مساعدين اجتماعيين وأطباء، إلى حي «الزمورية» ببلدية الحجار، وكذا حي «بيداري» من أجل التكفّل بالعائلات المتضرّرة ومنحهم مساعدات مختلفة تتمثل في أفرشة، أغطية وملابس للأطفال. وفي ذات السياق، شهدت عنابة مساعدات مادية وبشرية من قبل الولايات المجاورة، على غرار قالمة، سوق اهراس، خنشلة، تبسة وسكيكدة.. ومن جهتها طالبت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث في بيان لها، والي ولاية عنابة توفيق مزهود لتشكيل لجنة متعدّدة الاختصاصات رفيعة المستوى وفتح تحقيق عاجل، للحدّ من الكوارث الطبيعية التي تشهدها ولاية عنابة مع كل اضطراب جوي، مؤكدة على ضرورة تعويض المنكوبين وتقييم جميع الخسائر الناجمة عن الأمطار.. كما دعت الجمعية إلى إعادة النظر فيما يخصّ الحفريات التي تقوم بها مؤسسات البناء لإنجاز المشاريع السكنية، لا سيما بجبال الايدوغ بسيرايدي، وما ينجم عنها من تكديس الحجارة بطرق عشوائية، حيث إنه وبتساقط الأمطار جرفت الأودية مما تسبب في فيضانات على بعض الأحياء السكنية، مضيفة بأن تحقيقات قامت بها الجمعية، أفضت إلى أن حوض سيبوس تسبّب في فيضانات على الجهة الغربية لبلديات سيدي عمار، الحجار والبوني بسبب الحواجز التي وضعها فلاحون لسقي أراضيهم الفلاحية.