شهدت عدة أحياء ببلديات عنابة خلال اليومين الماضيين موجة من الاحتجاجات من طرف السكان المتضررين جراء الأوضاع الكارثية التي يتخبطون فيها بسبب الفيضانات و المياه التي غمرت منازلهم ما جعلهم يبيتون في المساجد ومنهم من بات في العراء ،وقد قام سكان 312 مسكن ببوخضرة بلدية البوني بوقفة احتجاجية أمس أمام مقر الولاية تنديدا بالمعاناة والاوضاع الكارثية التي يتخبطون فيها منذ مدة قبل أن تزيد الفيضانات الأخيرة الطين بلة كما طالبوا الوالي بالتدخل وإيجاد حل في القريب العاجل قبل أن تسوء الأمور أكثر خاصة في ظل الاضرابات الجوية التي تشهدها الولاية ،من جهتهم سكان سيدي عمار ،حجر الديس ،الحجار قاموا هم الآخرين بغلق الطرقات مطالبين السلطات المحلية بالتحرك وانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها وهو ما تسبب في شل حركة المرور خاصة و زاد الأوضاع سوءا ،وكان سكان الريم وغربي عيسى قد اقدموا هم الآخرين علي غلق الطرقات من اجل ايصال رسالتهم للسلطات المحلية التي حملوها وضعية ما يحدث لهم،وكان والي ولاية عنابة توفيق مزهود قد قام بزيارة تفقد لعديد الأحياء المتضررة على غرار حي بوخضرة اين وقف على حجم الأضرار واستمع لإنشغالات المواطنين كما تعهد بالتكفل بهم ،من جهتها مصالح و وحدات الحماية المدنية واصلت تدخلاتها عبر جميع بلديات المدينة المتضررة والتي مستها الفيضانات،وتمكنت خلال الساعات الماضية من إغاثة 290 شخصا كانوا عالقين في منازلهم في مناطق متعددة بعد ما غمرتهم مياه الأمطار، كما تم إخراج قرابة 40 سيارة من المياه.إضافة إلى قيامهم بالعديد من عمليات الامتصاص بعدد من أحياء الولاية والتي لا تزال متواصلة بالنقاط السوداء التي يبقى مستوى منسوب المياه بها مرتفع،حيث سجلت ذات المصالح عمليات إمتصاص للمياه بكل من حي1 ماي بجانب الطريق الوطني رقم 44 بلدية البوني، وحي عطوي صالح، حي 150 مسكنا،حي 200 مسكن،حي 300 مسكن،حي 502مسكن ،حي 20 أوت ،حي مارس عمار ببلدية الحجار، إضافة إلى أحياء السرول، لعلاليق ، الريم.،من جانب آخر كشفت الأمطار والسيول المتهاطلة على مدينة عنابة، الكثير من العيوب التي رافقت مشاريع إعادة تهيئة الطرقات والأرصفة وكذا هشاشة مشاريع صرف المياه بأحياء متفرقة ، أين تحولت طرقات عدة أحياء إلى شعاب و مستنقعات مائية بسبب انسداد البالوعات وانجاز أخرى بطريقة غير مدروسة،وهو ما جعل المياه تحاصر سكان عدة أحياء ببلديات الحجار ،البوني،سيدي عمار وعنابة ، ووجدوا صعوبات بالغة للدخول والخروج من مساكنهم كما تحولت اغلب الطرقات إلى أودية وبرك مائية ،و لا تزال أمطار الشتاء تفضح سياسة بريكولاج المسؤولين ،و الذين لا يزالوا اغلبهم في سبات رغم نشريات مصالح الأرصاد الجوية التي نوهت من تساقط أمطار غزيرة خاصة بالولايات الشرقية. غير أن كل ذلك لم يمنع لتجنب الفيضانات التي شهدتها اغلب بلديات عنابة وزادت من معاناة المواطنين الذين حملوا رؤساء البلديات والسلطات المحلية مسؤولية ما يحدث خاصة بعد حالة الهلع التي عاشاها السكان خلال اليومين الماضيين نتيجة انسداد قنوات المياه على غرار ما حدث بأحياء سيبوس ،بوسدرة ،الشعيبة ،العلمة ،بوخضرة ،اول ماي ،الشابية ما جعل المواطنين في حالة من العزلة ويبيتون في العراء بسبب المياه التي غمرت منازلهم .