كشف نائب مدير ترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة البروفيسور محمد شكالي عن تكفّل 42 مركز مكافحة الادمان منتشرة عبر الوطن بأكثر من 22 ألف مدمن من الجنسين و من مختلف الأعمار فيما يرتقب أن يتمّ تعميم العملية عبر كامل التراب الوطني باعتماد 53 مركزا مبرمجا للانشاء ضمن إستراتيجية وطنية مسطرة بهذا الشأن. أشار البروفيسور محمد شكالي الى كون الفريق المؤطر بكل مركز وسيط يتشكّل من طبيب في الأمراض العقلية أو طبيب عام مكون في علوم الادمان بمعية مجموعة من الأخصائيين النفسانيين و الرمبين و المرشدين الاجتماعيين و هو الفريق الذي يخضع لتكوين اضافي و مكمل لتكوينه الأصلي للتمكن من اكتشاف مختلف طرق و أساليب التعامل مع المدمنين مع الاشارة الى تكوين 30 طيبا عاما الى حدّ الآن في علوم الادمان لغرض التكفل الجدي بهذا الملف على مستوى مراكز معالجة الظاهرة عبر الوطن في انتظار استفادة مجموعة اخرى من نفس العملية مستقبلا،. و بالنظر الى كون مشكل الادمان أضحى اجتماعيا و اقتصاديا و أمنيا و صحيا أيضا فقد تطلب الأمر التعامل مع العديد من القطاعات في اطار عملية معالجة الادمان من خلال توفير أجواء أكثر ملائمة للعيش السليم للمدمن في المجتمع بغيدا عن ارهاصات الادمان حسب ما ذهب اليه البروفيسور شكالي . و أضاف شكالي أيضا بأنّ الإستراتيجية الوطنية للوقاية من الادمان انتقلت الآن الى الوسط المدرسي من خلال مباشرة برنامج وقائي و تحسيسي متعدد الجوانب عن طريق وحدات الكشف المدرسي و التي أحصيت منها أكثر من 2000 وحدة عبر الوطن ، و هو البرنامج الذي تمت الاشارة الى تفاصيله يوم أمس على هامش الاحتفال باليوم المغاربي للصحة المدرسية و الجامعية بالمؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية بالناظور بولاية تيبازة. و في سياق ذي صلة كشف الخبير في شؤون الادمان صالح عبد النوري عن كون 2 الى 3 بالمائة من تلامذة المتوسطات و الثانويات بالجزائر يتعاطون المخدرات بدرجات متفاوتة الأمر الذي كشفته دراسة ميدانية أجراها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات في افريل 2016 شملت 12 ألف تلميذ تتراوح اعمارهم بين 15 و 17 سنة من الطورين المتوسط و الثانوي و يباشرون دراستهم ب426 مؤسسة تربوية ب46 ولاية عبر الوطن. و هي الدراسة التي اعتمدت على استبيان صريح و مفصل من 119 سؤالا متعلقا بمدى استهلاك التبغ و المخدرات مع الاشارة الى ظروف و مستوى و محيط الحياة الاجتماعية للتلاميذ ، بحيث كشفت نتائج الدراسة بأن استهلاك التبغ و المخدرات ظاهرة منتشرة فعلا بالمؤسسات التربوية و تعنى بالذكور كما بالاناث و لكنها لم تبلغ بعد المستوى الرهيب الذي تروج له بعض الجهات و لا تزال في مستوى يمكن التحكم فيه. و أشار محدثنا الى أنّ المخدر الأكثر استهلاكا يكمن في القنب الهندي تليه مختلف المهلوسات و المؤثرات العقلية ، و هي الدراسة التي اخذت في الحسبان ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات. تجدر الاشارة الى أنّ شعار الأسبوع المغاربي للصحة المدرسية و الجامعية ركّز هذه السنة على استهلاك التبغ و المخدرات في الوسط المدرسي و من ثمّ فمن المرتقب بان تنظم عدّة ورشات مع المعنيين بالأمر على مدار الأسبوع على مستوى ولاية تيبازة للنظر في كيفيات التكفل بهذه الظاهرة.