يسعى قطاع الصحة بولاية سيدي بلعباس إلى تعميم التغطية الصحية عبر كافة إقليم الولاية خاصة المناطق النائية الجنوبية والتي لا تزال تشهد العديد من النقائص المسجلة في مختلف الخدمات الصحية، على أن تتم إعادة النظر في البرامج الوقائية والمشاريع التي من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن. يراهن قطاع الصحة بولاية سيدي بلعباس على الرفع من نوعية الخدمات الصحية وتعميم التغطية الصحية من خلال إنشاء وحدات صحية تشرف عليها أطقم طبية، كما يسعى القائمون على القطاع إلى تدعيم المؤسسات الصحية بالإمكانيات المادية والبشرية، لبلوغ الأهداف المرجوة وتحقيق مستوى معتبر من الخدمات في ظل المشاكل الكبيرة التي يشهدها القطاع والنقص المسجل في عديد المرافق . وفي هذا الصدد تدعم القطاع مؤخرا بأجهزة طبية جد متطورة لعلاج أمراض الكلى باستعمال تقنية الفحص بالمنظار الباطني بعيدا عن التدخل الجراحي وهي التقنية التي ستسمح بعلاج مختلف أمراض الكلى دون اللجوء إلى الجراحة الكلاسيكية. كما سيسمح الجهازان الجديدان بعلاج أمراض حصى الكلى وأورام الكلى الحميدة والخبيثة وكذا سرطان الجهاز البولي ياستعمال المنظار الباطني، وقد كلف اقتناؤهما غلافا ماليا يقدر ب 126 مليون دج، حيث يختص الجهاز الأول في علاج الحصى عن طريق الليزر دون اللجوء إلى الجراحة التقليدية، سواء ما تعلق بالحصى المتواجدة في الكلى، أو حصى المثانة وكذا حصى قناة الحالب التي تصل بين العضوين السابقين. وباشرت مصلحة المستشفى الجامعي في استعمال هذين الجهازين المتطورين أين قام الفريق الطبي بمعالجة خمسة مرضى مصابين بأمراض الكلى من بينهم إمرأة في عقدها الرابع. ويتمثل الجهاز الثاني في عمود تنظير البطن ثلاثي الأبعاد والذي يعد الجهاز الوحيد من نوعه بكافة المستشفيات العمومية عبر الوطن، حيث أكد في هذا الصدد البروفيسور بن عطا رئيس مصلحة المسالك البولية أن الجهاز يساعد على معالجة كل الأمراض المتعلقة بالجهاز البولي سواء الحميدة منها أوالسرطانية. وفي سياق ذي صلة تعزز مركز مكافحة أمراض السرطان بثلاثة مسرعات جديدة خاصة بالعلاج الإشعاعي وجهاز سكانير وهي الأجهزة التي لا تزال قيد التثبيت ولم ترسل إلى المصالح المختصة بسبب نقص المختصين في مجال العلاج بالأشعة داخل المركز، حيث لا يتوفر المركز حاليا سوى على مختصين إثنين في الأشعة فقط، الأمر الذي يتطلب توفير عدد إضافي من الأطباء الأخصائيين في الأشعة. وحسب إدارة المركز فإن المسرعات تساعد على وضع تقرير مفهوم عن الحالة لمعرفة مدى تحمل المريض لنسبة العلاج الكيميائي، إلى جانب جهاز الليزر الذي يمكن من مهاجمة الخلايا السرطانية، وجهاز سكانير المحدد لمسار الورم وبإمكانه كشف مكان تواجد السرطان بصفة دقيقة. كما تدعم مستشفى رأس الماء جنوب سيدي بلعباس بمصلحة لتصفية الدم مجهزة بعتاد طبي متطور بتكلفة جاوزت 28 مليون دج، حيث تستقبل المصلحة ومنذ دخولها حيز الخدمة الشهر المنصرم مرضى القصور الكلوي القاطنين عبر مختلف بلديات دائرة رأس الماء ممن كانوا يتابعون جلسات تصفية الدم بمستشفى تلاغ. وتستقبل المصلحة كمرحلة أولى 35 مريضا يتم التكفل بهم من طرف طاقم طبي يضم أخصائيين في أمراض الكلى وممرضين وتقنيين، يعد افتتاح وحدة تصفية الدم بمستشفى رأس الماء إضافة حقيقية للقطاع بعد فتح وحدة مماثلة نهاية العام الماضي على مستوى مستشفى الطابية، في انتظار استلام مصلحة تصفية الدم بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لسيدي الجيلالي وسط مدينة سيدي بلعباس الشهر الداخل، إلى جانب استلام وحدة مماثلة مطلع 2020 بمستشفى سفيزف.