احتضنت، أمس، قاعة المحاضرات لجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس، الندوة الثامنة حول المحروقات والكيمياء من تنظيم كلية المحروقات، بمشاركة أساتذة وباحثين مختصين وصناعيين من عدة ولايات وطلبة الماستر والدكتوراه الحاملين لمشاريع بحث في التخصص، عكفوا على هامش اللقاء في عرض أفكارهم إلى جانب إلقاء مداخلات متبوعة بنقاش وورشات مفتوحة لدراسة وإثراء المحاور الأساسية للملتقى.. الندوة الثامنة للمحروقات والكيمياء التي كان من المفترض تنظيمها كل سنتين بعدما عرفت الطبعة الجديدة تأخرا في التنظيم أي منذ سنة 2014، تهدف حسب رئيس الملتقى مراد قاراش إلى «محاولة خلق فضاءات علمية لفائدة الطلبة والباحثين ومختلف المتعاملين الاقتصاديين من أجل الاحتكاك وعرض التجارب والمشاريع العلمية وتبادل الخبرات، وربط كلية المحروقات بالعالم الاقتصادي وميدان الشغل بالنسبة للطلبة المتخرجين». كما عرفت الندوة العلمية التي ستدوم يومين، تسطير برنامج عمل ثري بالمداخلات والنقاشات المفتوحة عكف الأساتذة الباحثين على مناقشتها عبر محاور أساسية منذ الجلسة الافتتاحية لليوم الأول شملت مواضيع هامة على غرار استغلال المحروقات ونقلها، الهندسة الكهربائية في الصناعة البترولية، الصحة والسلامة والبيئة بالإضافة إلى تخصص هندسة الطرائق والبيئة ومواضيع أخرى مهمة على علاقة برهانات الساعة والتحدي الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر في ظل استمرار ظاهرة التقلبات في أسعار البترول في الأسواق الدولية وحتمية البحث وإيجاد موارد طاقوية واقتصادية بديلة خارج قطاع المحروقات تجتمع كلها حول أهمية تبني استراتيجية استغلال الطاقات المتجددة التي تزخر بها الجزائر وتعول عليها لتجنب الهزات الظرفية.. وتعود دائما خلال تنظيم مثل هذه التظاهرات العلمية مسألة ربط الجامعة بميدان الشغل والعالم الاقتصادي كتحدي فرضته الظروف الحالية من أجل ضمان مستقبل آمن للطلبة المتخرجين خاصة في التخصصات العلمية والتقنية منها قطاع المحروقات والكيمياء الذي يضمن عمقا اقتصاديا هاما في مجال استغلال المصادر الطاقوية من بترول وغاز في الصحراء الجزائرية ووجود الكثير من الشركات والمشاريع الاستثمارية في الميدان. في حين تعاني باقي التخصصات الأخرى بما فيها العلمية من نقص التغطية في المجال الاقتصادي بسبب ضعف القاعدة الصناعية بولاية بومرداس ومحدودية النسيج الصناعي وعزوف المتعاملين الاقتصاديين الخواص في الاستثمار الصريح في ميدان تطوير البحث العلمي والقيام بشراكة حقيقية مع الجامعة لمرافقة الطلبة المتخرجين في الميدان. هذه النقطة بالذات تبقى حسب رئيس جامعة بومرداس محمد طاهر عبادلية التحدي الأكبر للجامعة وضرورة ربطها بالعالم الاقتصادي لتطوير الأبحاث العلمية وترجمتها واقعا عبر مؤسسات اقتصادية مصغرة ومتوسطة يبادر إليها الطلبة المتخرجون والمقبلون على التخرج بالتنسيق مع وكالات التشغيل المحلية ودار المقاولاتية داخل الحرم الجامعي. وقد ظلت هذه المطالب أيضا لسنوات ينادي بها رئيس الجامعة السابق بن تليس، لكن الواقع ليس دائما مثل الرغبات بالنظر إلى استمرار ظاهرة اللامبالاة من قبل الصناعيين والاقتصاديين الخواص الذين يتهربون حتى من تلبية دعوات المشاركة في التظاهرات العلمية وتمويل الملتقيات مقابل التهافت على إجراء بعض الدراسات والأبحاث الصناعية في المخابر الجامعية لتطوير مؤسساتهم بأسعار رمزية عكس المخابر الخاصة، مع التفكير في تنظيم لقاء وطني هذا الشهر يجمع كافة المؤسسات والشركاء الاقتصاديين الناشطين على المستوى المحلي لتفعيل هذه العلاقة وتوسيع فرص التكوين التطبيقي للطلبة وفق تصوره.