أدرجت مقترحات مختلف التشكيلات السياسية والشخصيات الوطنية المرفوعة إلى القاضي الأول في البلاد من خلال لجنة المشاورات حول الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها شخصيا في خطابه الموجه للأمة شهر أفريل الأخير، ولعل ما يؤكد هذا الطرح فتح القطاع السمعي البصري مع إرفاقه باستحداث سلطة ضبط وفق ما تم اقتراحه. لقي المقترح المتضمن تحرير القطاع السمعي البصري صدى ايجابيا وبموجب الصيغة الجديدة لقانون الإعلام الذي جاء ضمن القوانين التي تمت مراجعتها تكريسا للإصلاحات تم فتح القطاع الذي يرجح أن يعود بالفائدة سواء من خلال المنافسة أو وفرة القنوات التي من شأنها أن تضع حدا للتبعية للقنوات الفضائية ولحملاتها المغرضة ضد الجزائر. وإذا كان قانون الإعلام لسنة 1990 قد كرس التعددية الإعلامية التي أكسبت الجزائر سمعة طيبة نظرا لنجاح التجربة في الصحافة المكتوبة، فان قانون الإعلام لسنة 2011 يشكل منعرجا حاسما في القطاع السمعي البصري عموما وفي حياة رجال الإعلام خصوصا وكذا الحياة السياسية بشكل عام، ومن شأنه أن ينجح شأنه في ذلك شأن الصحافة المكتوبة لاسيما وأن المقترح القاضي بإرفاقه بهيئة ضبط لتفادي الانزلاقات حظي أيضا بالموافقة. كما أن المختصين من أساتذة مثلما هو الشأن بالنسبة لأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أحمد عظيمي، قد شددوا على ضرورة تحرير القطاع الذي يشكل حماية للدولة حسب عظيمي ذلك أنه يضع حدا لتلقي الجزائريين للمعلومات والأخبار من الفضائيات التي تروج لما تريد وتستهدف بحملاتها التي تكون عادة مبنية على معلومات خاطئة من تريد. واستنادا إلى بيان مجلس الوزراء فيما يخص السمعي البصري فقد تم اقتراح إحداث سلطة ضابطة تتولى التكفل به، وكذا«فتح النشاط السمعي البصري على أساس اتفاقية تبرم بين الشركة الجزائرية التابعة للقانون الخاص المعنية والسلطة الضابطة للمجال السمعي البصري يصدقها ترخيص يعطى من قبل السلطات العمومية»، على أن يتم إصدار قانون خاص يتعلق بالمجال السمعي البصري لاستكمال ضبطه في وقت لاحق. فتح المجال السمعي البصري يعد في حد ذاته مكسبا لقطاع الإعلام في الجزائر الذي قطع أشواطا معتبرة خلال العشريتين الأخيرتين كرستها التعددية الإعلامية التي ورغم أنها فتية إلا أنها تعتبر رائدة في الوطن العربي، كما أنه يؤكد عزم الدولة ليس فقط على القيام بإصلاحات جذرية وإنما إنجاحها. ومن شأن فتح قنوات جزائرية جديدة تكريس المنافسة وتوفير المنتوج الإعلامي الذي يبحث عنه الجزائريون في الفضائيات الأخرى، فضلا عن أنها سترد على حملات بعض القنوات التي تستهدف الجزائر في كل مرة.