تشير اخر الاحصائيات حسب المختصين بولاية جيجل الى ان موسم الإصطياف لهذه السنة وعلى الرغم من قصر مدته يتجه نحو تحقيق أحسن موسم اصطياف على الإطلاق في تاريخ الولاية رغم النقائص الكثيرة التي طبعت موسم الإصطياف لهذه السنة والتي عكسها النقص الفادح في مراكز الإيواء وكذا الأزمات المتتالية التي عصفت بزوار عاصمة الكورنيش كأزمة الخبز والوقود وحتى النقل، غير أن الإحصائيات المتوفرة لهذه السنة تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن موسم الاصطياف ربما يكون الأحسن في تاريخ عاصمة الكورنيش على الأقل منذ العشرية الأخيرة، وهو ما تعكسه الأرقام التقريبية المقدمة حول عدد المصطافين الذين زاروا الشواطئ الجيجلية والذي بلغ عددهم قرابة الخمسة ملايين مصطاف، وهو رقم يشكل قرابة ضعف عدد مصطافي الموسم الماضي الذي كان أطول نسبيا من موسم هذا العام الذي سيسدل عليه الستار عمليا غدا الأحد بحلول شهر رمضان المعظم وبالرغم من تخوفات البعض من انعكاسات العمليات الإرهابية التي شهدتها الولاية قبل أيام من بداية موسم الإصطياف على التدفق الشعبي على شواطئ هذه الأخيرة، الا ان الأمور جاءت معاكسة تماما لهذه التكهنات، حيث شهدت شواطئ جيجل من شرقها الى غربها اقبالا غير مسبوق من قبل السياح والمصطافين الذين جاؤوا الى جيجل من كل ولايات الجمهورية ناهيك عن الأعداد الكبيرة من أفراد الجالية الجزائرية الذين فضلوا بدورهم قضاء عطلتهم الصيفية في مدينة "بابا عروج" والذين أبهروا بالأجواء الساحرة لعاصمة الكورنيش التي فتحت ذراعيها لإستقبال ضيوفها الذين وجدوا فيها مالم يجدوه في ولايات ساحلية كثيرة وفي مقدمتها الجارة بجاية. ويجمع المتتبعون للشأن السياحي، على أن إسقاط معظم الجزائريين للوجهة التونسية بسبب الأوضاع غير المستقرة التي يعرفها هذا البلد بعد ثورة الياسمين التي عصفت بأركان نظام بن علي، ساهم بشكل كبير في انجاح موسم الإصطياف بعاصمة الكورنيش جيجل بحكم أن الآلاف ممن اعتادوا قضاء عطلتهم الصيفية بتونس اختاروا التوجه الى جيجل بعد كل ما سمعوه عنها، هذا دون الحديث عن التحسن الأمني الكبير الذي شهدته هذه الولاية خلال السنوات الأخيرة والذي ساهم بدوره في تحفيز عشرات الآلاف من السياح والمصطافين على اختيار الوجهة الجيجلية وتفضيلها على بقية الوجهات الأخرى. ويبقى موسم الإصطياف لهذه السنة، وبالرغم من مزاياه الكبيرة التي ستعود حتما بالنفع على اقتصاد الولاية وكذا على مستقبل السياحة بهذه الولاية الفتية، منطلقا لأخذ العبر واستلهام الدروس، سيما بالنسبة لأولئك الذين أنيطت بهم مهمة النهوض بقطاع السياحة على مستوى عاصمة الكورنيش، حيث بات لزاما على هؤلاء التفكير من الآن في كيفية تجاوز الهفوات والنقائص التي كشف عنها موسم الإصطياف لهذا العام، سيما في مجال الإيواء الذي كان بمثابة النقطة السوداء التي أعيت ظهور القائمين على الشأن السياحي بجيجل، هذا دون الحديث عن المعوقات الأخرى التي ساهمت بدورها في تعكير مزاج زوار عاصمة الكورنيش من قبيل أزمة الخبز والوقود، وحتى النقل، والتي ما كانت لتكون لو اتخذت الإجراءات الوقائية الضرورية من قبل مسؤولي بعض القطاعات التي لها علاقة وثيقة بقطاع السياحة ولم تبق وعود هؤلاء مجرد حبر على ورق.