* email * facebook * twitter * linkedin أكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان عدم ممانعته تسليم السلطة إلى المدنيين شريطة أن تكون الحكومة "شاملة لكافة أطياف المجتمع السوداني"، لكنه حذر بالمقابل من أن تشكيل حكومة مدنية في ظل الأوضاع الحالية يعد نوعا من الفوضى. وقال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب ب«حميدتي"، إن المجلس لا يمانع تسليم السلطة إلى المدنيين شرط أن تكون الحكومة "شاملة لكافة أطياف المجتمع السوداني"، مضيفا أن تشكيل حكومة مدنية في ظل الأوضاع الحالية التي تشهد تصاعدا في المواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين المناهضين للمجلس سيكون "نوعا من الفوضى". وأكد المسؤول العسكري أنه "ليس لدينا مشكلة في تسليم الحكومة للمدنيين, لكن يجب أن تشمل جميع الشعب السوداني". وأضاف "سنحسم أي فوضى في البلاد لأجل أن تكون الحكومة المدنية المقبلة وطنية وتحكم بهيبة القانون لكن حكومة مدنية بالأوضاع الحالية ستكون فوضى". وشدد في نفس السياق على أنه "سيقوم بحسم أي فوضى بالقانون". وكان المجلس العسكري الانتقالي في السودان قد أكد سابقا أن باب التفاوض مع قوى الحرية والتغيير "ما زال مفتوحا"، مشدّدا على أن وجوده في الفترة الانتقالية "ليس حبا وتمسكا بالسلطة بل لتوفير الحماية الأمنية وتهيئة الجو السياسي للشعب". في المقابل ترى المعارضة ممثلة في قوة الحرية والتغيير أن إجراء انتخابات مبكرة يعتبر إجهاضا للمفاوضات مع المجلس العسكري مادام النازحون واللاجئون في المعسكرات" وهدّدت باللجوء إلى خيار العصيان المدني إذا لم يستجب المجلس العسكري لمطالبها. من جانبه حذر تجمع المهنيين الذي يقود المظاهرات في السودان من مغبة العنف ضد المتظاهرين المعتصمين خارج مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، محمّلا المجلس العسكري الانتقالي مسؤولية مقتل ثلاثة أشخاص خلال اليومين السابقين. وقال تجمع المهنيين إن الجيش كان بصدد نشر تعزيزات حول موقع المظاهرات في محاولة لفض الاعتصام، بينما اتهم المجلس من وصفهم بأنهم عناصر منفلتة بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام. وتوقف سير المفاوضات بين المجلس العسكري وقادة المتظاهرين بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن النسب داخل مجلس سيادي مقترح لإدارة المرحلة الانتقالية. ومع استمرار الوضع المتأزم في هذا البلد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المجلس العسكري في السودان وقادة الاحتجاجات لاستئناف المباحثات والتوصل سريعا لاتفاق لتسليم السلطة لحكومة يقودها مدنيون ونفس المطلب جدده الاتحاد الإفريقي ودول أخرى. ويعتصم آلاف السودانيين منذ أفريل الماضي أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالبهم. وكانت قيادة الجيش قد عزلت في11 أفريل الماضي الرئيس السابق عمر حسن البشير من الرئاسة بعد 30 عاما في الحكم تحت ضغط احتجاجات شعبية انطلقت أواخر العام الماضي تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.