يشرع المجلس الشعبي الوطني في مناقشة القانون العضوي للاعلام نهاية الشهر الجاري على أن يصادق عليه قبل نهاية السنة، ويحمل هذا التشريع الجديد الكثير من الايجابيات خاصة على مستوى تطوير الممارسة المهنية وتوفير البيئة الملائمة لمزاولة هذه المهنة التي باتت متعبة اكثر من اللازم خاصة وأنها لم تستفد من تحيين قانون 90 / 07 الذي تجاوزه الزمن في الكثير من المواد. وما يجعل مشروع القانون العضوي للاعلام مهما هذه المرة، هو تزامنه مع قرب التوقيع على الشبكة الجديدة لأجور الصحفيين قبل نهاية نوفمبر مثلما أعلنه وزير الاتصال في العديد من المرات، وعليه فالوصاية هذه المرة تحاول توفير المناخ المناسب للاعلاميين قبل مطالبتهم بالاحترافية لأن الأوضاع الاجتماعية السيئة للكثير من رجال ونساء مهنة المتاعب تصعب من تطوير مستواهم ولعل كثرة الوفيات في السنوات الأخيرة وانتشار الأمراض المزمنة في أوساط الصحفيين يعكس الضغط الكبير الذي يواجهونه، وبالمقابل عدم توفر وسائل الاسترجاع والراحة وهو ما يجعل المستقبل أكثر صعوبة. وينتظر من الشبكة الجديدة للأجور التي لم تتسرب معلومات كثيرة عنها أن تحل جزءا هاما من مشاكل الصحفيين مع دعوات الكثير من صحفيي القطاع الخاص لضرورة الاستفادة منها من خلال فتح قنوات حوار مع مالكي الصحف بعد أن تأكد أن الشبكة ستطبق على القطاع العمومي دون إجبار القطاع الخاص على الالتزام بها بسبب ظروف كل قطاع وامكانياته. وبدخول الشبكة الجديدة للأجور حيز التنفيذ في جانفي 2012 وكذا القانون العضوي، ستعرف الصحافة الوطنية دفعا جديدا من خلال دعم مواقف الجزائر في مختلف القضايا والحفاظ على المصالح الوطنية ومكافحة الفساد وتعزيز الممارسة الديمقراطية وفتح المجال لكل أطياف المجتمع والتيارات السياسية بما فيها المعارضة ونقل انشغالات المجتمع وتعزيز الاعلام الجواري وغيرها من المجالات التي تخدم المصلحة العليا وترتقي بالخدمة العمومية. وتدخل خطوات الغاء التجريم عن جنحة الصحفي ومنه التخلص من عقوبة الحبس في خانة التقليص من الرقابة الذاتية وردع من يهدد الصحفي بالمتابعة القضائية، غير ان هذه الخطوة لا يجب أن تستغل للتعدي على الحياة الخاصة للأفراد والمساس بشرف الأشخاص لأن الحرية لا تعني التنصل من المسؤولية. ويبقى رجال مهنة المتاعب أو السلطة الرابعة ينتظرون تجسيد هذه المشاريع ومتابعتها في سياق انصاف هذه الفئة التي كافحت الارهاب ودفعت فاتورة عالية للحفاظ على مكاسب حرية التعبير والصحافة وضمان حق المواطن في الاعلام . بوغرارة عبد الحكيم