وفية لخطها الافتتاحي، ترجمت مجلة «الجيش» في عدد أكتوبر2019، التزامها الدؤوب بتجسيد الأهداف المسطرة من القيادة العليا للمؤسسة العسكرية السائرة وفق استراتيجية استشرافية لا تتوقف عند الراهن العسكري والسياسي فقط بل تتجاوزه إلى الأفق القريب والبعيد، واضعة التراتيب لمواجهة أي طارئ في محيط إقليمي ودولي مليئ بالأزمات والتعقيدات. وهي مسألة ما انفكت المؤسسة العسكرية تؤكد عليها في كل الظروف والمناسبات، مرافعة لجزائر آمنة متطلعة للمستقبل، قوية بمؤسساتها ونظمها، مرفوعة الهامة والسؤدد بين الأمم. على هذا المنوال، رصدت المجلة الظرف الذي تعيش الجزائر وتعمل ما في المقدرة من أجل التخلص منه اعتمادا على استقلالية قرار وخيار سيادي لا يقبل بإملاءات الآخر ووصفاته، مجددة ما حرص الفريق ڤايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس الأركان، على التأكيد عليه خلال زيارات التفتيش وتفقد الوحدات في مختلف جهات الوطن، بالقول الصريح:» إن الجيش يرافق الحراك الشعبي، ويعمل على وضع حد لأي اختراق لمسيراته والاستحواذ على طلباته في التغيير والإصلاح، وهو لا يرى أحسن الخيارات وأقصرها مسافة وأقواها ضمانة، من المعطى الدستوري وحلوله في تأمين البلاد من السقوط في متاهات الفوضى والاضطرابات إلى درجة ترهن مكاسب ما تحقق بالدم والدمع في إقرار السلم الاجتماعي والاستقرار الوطني. في هذا الاتجاه، جاءت رسالة المجلة غير المشفرة إلى الأمة، حاملة هذه التطمينات، بأن الجيش مستمر في نهجه المستقيم، لأداء مهامه الدستورية فقط، وهو لا يسمح لتجار الأزمة والمغامرين، بزج البلاد في المجهول، قائلة في افتتاحيتها المعنونة ب» تأمين حاضر الجزائر ومستقبلها»، إن ملامح الجزائر الجديدة بدأت تلوح في الأفق، مع الجهود المضنية التي تبذل على نهج المسار الانتخابي المؤدي بالجزائر إلى بر الأمان. من التطمينات، جددت «الجيش» ما ظل الفريق رئيس الأركان، يتعهد به حيال الوطن ومرافقته مسيرات الحراك الشعبي منذ 22 فيفري الماضي وضمان سلميتها، وكذا مرافقة العدالة في محاربة المفسدين وتحييد العصابة التي عاثت في البلاد فسادا ونهبا لمقدراتها، محاولة جعل الجزائر رهينة لمآربها. من التطمينات، عودة «الجيش» إلى معالم الطريق المرسومة من المؤسسة العسكرية في سبيل تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة لا يعلو فيها صوت على صوت الشعب في اختيار بكل سيادة وحرية من يراه الأنسب لرئاسة الجمهورية والسير بها قدما نحو تجسيد الإصلاحات الشاملة التي تغير جذريا نظام الحكم المستند إلى مؤسسات دولة شرعية لكل واحدة وظيفتها وتحدد صلاحيات السلطات واستقلالها بعيدا عن أي تداخل عملي واندماجي. من التطمينات التي تناولتها «الجيش» بدقة متناهية، التأكيد على أن الاستحقاق الرئاسي الذي اتخذت بشأنه تدابير عاجلة لتهيئة المناخ لإجرائه في موعده بلا تأخر، ضرورة ملحة، يجنب البلاد الوقوع في الفراغ والمآلات الصعبة ويسقط مؤامرات قوى الداخل والخارج الضاربة بلا توقف على وتر إبقاء الجزائر أسيرة ظرف وأزمة معقدة، متجاهلة أن موقفها العدائي ولد تحديا لدى الغيورين على الوطن الذين أقسموا على تقديم تضحية ثانية لتأمين حاضره ومستقبله.