جددت مجلة “الجيش” في عددها لشهر ماي موقف المؤسسة العسكرية من الوضع الذي تعيشه الجزائر في ظل حراك يحمل مطالب عاجلة للتغيير والاصلاح وتهيئة مناخ سياسي لمرحلة جديدة من نظام الحكم يحتل فيه الشباب الكفء مكانة ويكون فيه التداول على السلطة مبدأ مرسخا غير قابل للمساس والتجاوز. حملت المجلة الوفية للألون الوطنية الاخضر، الاحمر والابيض ، المتضمنة لمواضيع متنوعة تنم عن طاقم اعلامي احترافي يواكب الصيرورة ولا يقبل التاخر على الاحداث في عالم القرية الشفاف العجيب مقرب المسافات مكسر الحواجز ، مقاربة المؤسسة العسكرية في مرافقة مطالب حراك اعطى للعالم قاطبة درسا في السلمية في الوفاء لشهداء الحرية والواجب الوطني. وهي مقاربة بقدر ما تؤكد على الحل الدستوري لازمة لم تشهدها البلاد، تناشد الطبقة السياسية وممثلي المجتمع المدني بالتضحية من اجل اعلاء شان الوطن وعدم تركه عرضة للمؤامرة والمناورة. عبرت عن هذا التوجه افتتاحية الجيش منهية التطاول على المؤسسة العسكرية من أطراف عدائية في الداخل والخارج على حد السواء تحاول يائسة المساس بعلاقة “جيش –امة” المرسخة عبر السنين وكانت دوما العلامة المميزة في كل الحقب صعبة التي مرت بها البلاد. وذكرت المجلة بلغة حاسمة فاصلة مزيلة أي شك في هذه المعادلة المقدسة ، مرافعة لعقيدة المؤسسة العسكرية الوفية لمهامها الدستورية ونبيل رسالتها الدفاعية ، أن الجيش سيبقى إلى ابد الآبدين حاملا لهذا المشعل مدافعا عنه ، محبطا لكل مؤامرة تستهدف السيادة الوطنية والاستقرار الذي يعد خطا أحمر. وبعد ان حذرت من مساعي اطراف باعت ضميرها وانطلقت في التآمر على الوطن ليل نهار لزرع بذور الفتنة والفوضى بالضرب على وتر الفراغ الدستوري عادت المجلة إلى ما ظل ينادي به قائد الأركان الفريق قايد صالح في خرجاته الميدانية ومطالبة قادة الوحدات والإطارات وأفراد الجيش إلى التحلي باليقظة لمواجهة مخطط دنيء تحاول بيادق تنفيذه بالوكالة موظفة قنوات معينة في الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي ترويجا لأجندات مشبوهة وحملات ممنهجة لاستمالة الرأي العام ومغالطته باشياء ما انزل الله بها من سلطان. تمادت المجلة في سرد حقائق عن مشهد الجزائر وتطوراته متسائلة كيف لهذه الاطراف التي كانت تطالب تدخل الجيش بالتدخل في الشأن السياسي خلال عشريات سابقة تكرر التجربة اليوم دون وضع في الحسبان موقف المؤسسة العسكرية الفاصل المشدد دوما على المهام الدستورية المؤكد على ترك السياسة لاهلها. هم يتمادون في هذا النهج مروجين لمرحلة انتقالية على المقاس تخدم مارب شخصية ومصالح ذات النفوذ بعيدا عن مطالب الشعب وحراكه السلمية المناضل من اجل جزائر واحدة موحدة وفية لوصية من فجروا ثورة نوفمبر وتعهدوا بان يبقى بيانه بوصلة للحاضر والمستقبل:« اذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا”.