المنتج المهني والأخلاقي كفيل بمحاربة المعلومة المغلوطة حذر وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، ووزير الثقافة بالنيابة حسان رابحي من أحد أوجه الأنترنت باعتباره فضاء للمعلومات والأخبار الكاذبة التي لها انعكاسات وأضرار من حيث تعقيد الأزمات، خاصة مع اقتراب الحملة الانتخابية التي تلزم محترفي الإعلام عدم الوقوع في الفخ وأن لا تكون مهمتهم إنتاج معلومات دقيقة بل الاستناد إلى مصدر حقيقي يضمن معلومة صحيحة. أفاد رابحي، أمس، في منتدى يومية «الشعب» حول موضوع المعلومة المغلوطة «فايك نيوز»وكيفية التصدي لها عشية الاحتفال باليوم الوطني للصحافة أن الأخبار الكاذبة تشكل تهديدا عندما تؤدي إلى تقرير مصير الانتخابات والمرشحين وتؤثر على الرأي العام وتحول التوجهات إلى غاية مصادرة الإرادة الشعبية عن طريق التضليل، ما يستوجب سن الإطار التشريعي لتنظيم تداول الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ونبه وزير الاتصال إلى خطورة الأخبار الكاذبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي من حيث الخسارة وفقدان الثقة عند استبدال الأخبار الصادقة بالزائفة المقلدة والمزورة، مستدلا في ذلك بسوق الأحجار الكريمة الذي يشبه بشكل كبير سوق الأخبار من حيث وجود حالات التضليل الخطأ والكذب التي يكون لها تأثير بليغ ومصدر خبيث لهيكلة وتوجيه الواقع. مضيفا أن التزييف والتقليد يؤثر على المعلومات الصحيحة ويخلق الشك والخلل جراء الانتشار والرواج الكبير للأخبار المغلوطة لما توفره من إثارة وجلب رواد التواصل الاجتماعي وما تروجه من توجهات تآمرية يعتمدها الشباب، موضحا في ذات السياق أن الأخبار الكاذبة لا تخدم سوى صناعها الذين يستعملونها لأغراض الدعاية السياسية أو الانتخابية وأحيانا لأغراض مالية محضة من خلال الزخم الإشهاري وما يخلفه من متابعة ومشاهدة وتقاسم للأخبار. وعرج رابحي على المنافسة الشرسة للمعلومات المغلوطة مع الأخبار الحقيقية التي تنتجها وسائل الإعلام التقليدية التي تراجعت كثيرا في استقطاب فئة الشباب على وجه الخصوص، مشددا على ضرورة مواجهتها ليس على شبكة التواصل الاجتماعي ولكن من خلال مقاربة متجددة للإعلام في وسائل الاتصال التقليدية التي تعد بامتياز المنتج المهني والأخلاقي للمعلومة الرسمية، المسؤولة والموثوقة التي يجب أن تعطي للمحتوى الإعلامي أو الإخباري عوامل بث أكثر نجاعة وتحيينا تسمح من خلال نوعيتها وحجمها من ضمان حضور أكثر لهذه الوسائل على الشبكة. واقترح في سياق التصدي للمعلومة المغلوطة على وسائل الاتصال التقليدية فرض محتوياتها في الفضاء الرقمي من خلال القيام باتصال واسع باتجاه مختلف الأجيال والفئات بما فيها الوسط التربوي لتوعية المواطنين بخطورة الأخبار الكاذبة وما تحويه من خداع ومكر وكذا تقديم المؤشرات المساعدة للتعرف على هذه الأخبار، مؤكدا رفض البلاد التي تدافع عن قيم الحرية والانفتاح وحرية الإعلام لظاهرة الأخبار الكاذبة بالنظر إلى الانحرافات الخطيرة التي تنجر عنها من تعطيل الحريات والمكاسب الديمقراطية. وأكد الوزير ضرورة التصدي للظاهرة كون الاحترافية تفرض على الجميع التقيد بقواعدها خدمة للمهنة وحفاظا على تماسك المجتمع.