تعكف وزارة الداخلية منذ أمس على دراسة ملفات اعتماد الأحزاب السياسية الجديدة، وسط تفاؤل كبير لأول مرة لمؤسسي هذه التشكيلات السياسية على ضوء الضمانات الواردة في خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي ألقاه مؤخرا بالمحكمة العليا. وينظر للانتخابات التشريعية المقبلة التي لا تفصلنا عنها سوى أسابيع على أنها فيصلية في تحديد وزن وثقل كل حزب كبير أو صغير. فالأحزاب القديمة أمام تحدي تجديد خطابها الانتخابي في ظل منافسة الأحزاب الجديدة التي يوجد في طليعتها سياسيون محنكون سيدخلون المعترك الانتخابي للتأكيد على اتساع قاعدتهم الشعبية. بدأ العد التنازلي بشكل محسوس لميلاد أحزاب جديدة بعد الانتهاء من مرحلة الحسم في تعزيز الترسانة التشريعية الوطنية بقوانين جديدة للأحزاب والانتخابات والجمعيات. ويتضح جليا أن الأحزاب التي أودعت ملف اعتمادها بدت مقتنعة بجدية التكفل بملفاتها عقب التطمينات التي أطلقها رئيس الجمهورية. والدليل على ذلك أن هذه الأحزاب التي تترقب في غضون أيام قليلة اعتمادها خرجت إلى الساحة ونشطت حملات مسبقة وتجمعات للمتعاطفين والمهتمين بتوجهها للتعريف ببرنامجها، ويعكس كل ذلك أن هذه الأحزاب على قناعة بأن ما يكرس من إصلاحات فعلي وعميق، والشكوك في إخفاقه ضئيلة ومستبعدة. وينتظر أن يعرف المشهد السياسي الجزائري تجديدا قبيل الاستحقاقات التشريعية المقبلة في ظل الحديث الجاري حول اعتماد مجموعة من الأحزاب الجديدة على غرار حزب جبهة العدالة والتنمية لرئيس حركة الإصلاح السابق عبد الله جاب الله وحزب محمد السعيد المتمثل في حركة العدالة والحرية والجبهة الاجتماعية الديمقراطية لرئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي والتحالف من أجل الجمهورية والديمقراطية للقيادي الأسبق في حزب الأرسيدي عمارة بن يونس، إلى جانب حزب الفجر الجديد الذي يتزعمه الطاهر بن بعيبش الذي سبق له أن تولى الأمانة العامة للتجمع الوطني الديمقراطي والمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، وسيكون حسب توقعات السياسيين والإعلاميين ضمن الأحزاب الجديدة المعتمدة. وسيكون حزب بن بعيبش منافسا للأحزاب ذات التوجه الوطني والديمقراطي على اعتبار انه ذو توجه وسطي، قاعدته بيان أول نوفمبر وهدفه تفعيل تجذره القاعدي في المستقبل وعماده الشباب. إذا الخريطة السياسية في الجزائر لمرحلة ما بعد الإصلاحات ستكون معبأة بأطياف سياسية من مختلف المشارب خاصة بوجوه قديمة في حلة جديدة ويعول عليها كي تضع حدا للعزوف الانتخابي الذي عرفته آخر استحقاقات سياسية . والأحزاب المتربعة على المجالس المنتخبة ومتواجدة داخل الحكومة مطالبة بمراجعة أوراقها وتغيير إستراتجية عملها، فالأفلان في ظل الصراع الداخلي بين إطاراته في حرب التموقع في البيت الداخلي، وحركة مجتمع السلم التي عرفت نزيفا لإطاراتها العتيدة وفي مواجهة بروز سلسلة من الأحزاب الإسلامية الجديدة بينما حزب التجمع الوطني الديمقراطي لن يسلم من المنافسة الشرسة للأحزاب الديمقراطية الجديدة في صدارتها حزب بن بعيبش والذي سيستثمر في خطاب مشابه.