تعرف الهياكل والمصالح الصحية لولاية الجزائر ضغوطات كبيرة ناتجة عن كثرة الطلب على الرعاية الصحية الخاصة والمتاحة فقط في العاصمة وبعض الولايات الكبرى، فالفحص الطبي لدى الخواص ليس سهلا، وكي تصل إلى الطبيب قد تقضي يوما كاملا في الانتظار ريثما يأتي دورك، لكن عملية الفحص لا تستغرق 10 دقائق ليعطيك وصفة مملوءة بالأدوية مع دفع حقوق الفحص التي تصل إلى 700 دج عند الطبيب العام، و2000 دج لدى الأطباء المختصون بأمراض القلب وألف دج لدى الأطباء المختصون، والذين يحدّدون لك مواعيد في كل مرة وقد يجري لك طبيب مختص كطب العيون أو الأنف والحنجرة عملية جراحية بسيطة بالملايين، الشيء الذي يضطر المرضى إلى اللجوء إلى المستشفيات العمومية كون التداوي بها مجانا، وهذا مكسب للجزائريين جميعا، كما أن البعض يلجأ إلى الطب البديل أو التداوي بالأعشاب بعد أن يئسوا من الشفاء بالأدوية التي تحتوي مواد كيماوية. والمعروف لدى الأطباء الخواص أنهم لا يقدّمون لمرضاهم أي إسعافات أولية، ماعدا الوصفة وكأنهم تجار ليس إلاّ رغم أنّ وظيفتهم إنسانية تتطلب الرعاية والاهتمام. يحدّد مفهوم الطب ما قبل الاستشفائي بإخضاع المريض إلى طابع طبي ابتداء من نقله وإحاطته بالطبيب في المستشفى أو العيادة الخاصة. يسمح الطب الاستشفائي بتشخيص المريض في مكان التدخل وتقديم الإسعافات الأولية، وفور وصوله إلى المستشفى يتم التكفل به من طرف طبيب مختص، والهدف من ذلك هو عدم الانقطاع في سلسلة التكفل الطبي بالمريض والإستمرارية في العلاج الذي شرع فيه، إنّه ربح للوقت بالنسبة للمريض. ودعما لقدرات القطاع لاسيما في مجال العلاج الجواري، إعادة الاعتبار وتدعيم الهياكل التي تتوفر عليها الولاية وتحديثها عن طريق تزويدها بالتجهيزات الطبية، بالإضافة إلى إنجاز هياكل جديدة للاستشفاء المتخصص. فبخصوص الخدمات الصحية لحماية الأمومة والطفولة، بلغ عدد الولادات سنة 2010 أكثر من 93 ألف مولود من داخل الولاية، و16846 ولادة من خارج الولاية مع تسجيل وفاة 6 أطفال في الألف و10 نساء من كل ألف ولادة. الصحة في الوسط المدرسي والجامعي إنّ صحة الطفل المتمدرس يضمنها 235 طبيب عام، 214 جراح أسنان، 58 طبيب نفساني. وقد ارتفع عدد وحدات الكشف الطبي المدرسي إلى 90 وحدة سنة 2010، وقد مسّت عملية اللقاح ضد الخناق والكزار 167112 تلميذ تمّ فحصه، وبلغ عدد التلاميذ الملقّحين 119716. أما اللقاح ضد الحصبة، فقد تمّ فحص 57383 تلميذ، وتمّ تلقيح 45358 تلميذ. وبخصوص الصحة الجامعية، فعدد وحدات الطب الوقائي 44، ويوجد 136 طبيب عام وجراح أسنان، 23 شبه طبي، 5 أطباء نفسانيين، وقد تمّ فحص 22900 طالب، ولقّح 1180 طالب، وتمّ علاج 4662 طالب في طب الأسنان، وذلك خلال سنة 2010. أما طب العمل، فقد سجّلت سنة 2010 ارتفاعا في عدد مصالح طب العمل ب 17 مصلحة ل 1087 مؤسسة تناسب 190573 عامل تشرف عليها فرق متكوّنة من 106 طبيب أخصائي و29 شبه طبي، كما تمّ توزيع 17 كرسي طب الأسنان لفائدة 8 مؤسسات استشفائية، 33 جهاز للتعقيم لفائدة 10 مؤسسات استشفائية، 129 جهاز مخبري، 8 أجهزة الصور والأشعة استفادت منها 8 مؤسسات استشفائية، 12جهاز طب العمل لفائدة 12 مؤسسة استشفائية، 4 أجهزة مختلفة استفادت منها 4 مؤسسات استشفائية، 4000 طاقم فراش استفادت منه جميع مستشفيات ولاية الجزائر بما فيها مدرسة شبه الطبي بحسي نداي، وفي كل الحالات يمكننا القول أنّ الطب المجاني العمومي لا يمكن الاستغناء عنه وهو مكسب من مكاسب الشعب بالرغم من وجود الطب الخاص الذي يعتبر مكمّلا له، إلاّ أنّه لا يمكن أن يكون بديلا عنه.