قرر رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون، البدء في مشاورات نيابية تمهيدا لتكليف رئيس حكومة جديد، اليوم الخميس، وقبل ذلك بوقت قصير أصدر رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري بيانا أعلن فيه عدم رغبته في تولي المنصب من جديد في الوقت الراهن. قالت مصادر بقصر الرئاسة اللبناني، إن الرئيس ميشال عون سيجري مشاورات ملزمة مع النواب لتكليف رئيس الحكومة الجديدة اليوم. أتى ذلك بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري أنه لا يريد أن يتولى رئاسة الحكومة القادمة ووصف قراره بأنه «صريح وقاطع». قال الحريري في بيان «أعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة 'ليس أنا بل أحد آخر‘ لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات». أضاف «كلي أمل وثقة أنه بعد إعلان قراري هذا الصريح والقاطع أن فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وأمان أهلها، سيبادر فورا إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنيا لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته». كان لبنان قد شهد توترا، ليل الإثنين الى الثلاثاء، عقب اعتداء على تجمعات للمحتجين، الذين أعلنوا تصميمهم على مواصلة حراكهم المستمر، منذ أربعين يوما. كانت التظاهرات الجماهيرية سلمية إلى حد كبير، منذ اندلاعها في 17أكتوبر الماضي، ولكن مع مرور الوقت دون اتخاذ قرارات حاسمة، يخشى الكثير من الناس أن تؤدي الأزمة السياسية إلى عنف متزايد، حيث دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف إلى ضبط النفس. قدم الحريري استقالته في 29 أكتوبر، وفي البداية لم يستبعد العودة، لكنه أصّر على أنه يريد حكومة مليئة بالتكنوقراطيين الذين يمكن أن يساعدوا في حل مشاكل لبنان. ومع ذلك، أعلن الحريري، الثلاثاء، أنه يأمل أن يساعد قراره بالتنحي على الخروج من الطريق المسدود وأن يتم تشكيل الحكومة التي يحتاجها لبنان. في مفترق طرق حذرت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريا الحسن، من أن لبنان يقف على مفترق طرق، معربة عن أملها في أن يختار اللبنانيون، ويسلكوا الطريق الصحيح. أكدت الوزيرة اللبنانية أن اللبنانيين ما زال لديهم الوقت كي يتجاوزوا الصعاب التي يواجهونها في بلدهم من أجل أن يصلوا به إلى بر الأمان، بحسب تعبيرها.