تواصل نقابات العمال في فرنسا، أمس، إضرابها لليوم الثالث على التوالي من الاحتجاجات على خطة إصلاح نظام معاشات التقاعد، تسببت في شل شبكة النقل العام وإغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد. وصوت عمال السكك الحديدية لصالح تمديد إضرابهم حتى الجمعة بينما قالت نقابات عمال شركة «آر.إيه.تي.بي» لخدمة الحافلات وقطارات الأنفاق في باريس إن الإضراب مستمر الى غاية الإثنين وهددوا بالاستمرار في الاضراب الى غاية تخلي الرئيس ايمانويل ماكرون عن خطة اصلاح نظام معاشات التقاعد. وخرج أكثر من نصف مليون شخص أمس الى شوارع العاصمة باريس ومدن أخرى مثل مرسيليا وليون، احتجاجا على هذه الخطط الحكومية. اعتقالات وذكرت تقارير إعلامية، أن الشرطة الفرنسية اعتقلت يوم امس، 71 شخصا من المشاركين في المظاهرات، وقالت إنه رغم أن المظاهرة في باريس بدأت بشكل سلمي إلا أن متظاهرين يرتدون ملابس سوداء أضرموا النار في وقت لاحق بمقطورة تخزين وهشموا واجهات المتاجر ما دفع بالشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لوقف أعمال التخريب التي وقعت على مقربة من ساحة الجمهورية بشرق باريس. وأطلقت الشرطة أيضا الغاز المسيل للدموع في مدينة نانت (غرب) حيث تعارك المتظاهرون مع رجال الإطفاء وعناصر الأمن. ويريد ماكرون، وهومصرفي سابق، تبسيط نظام معاشات التقاعد الفرنسي الذي يضم أكثر من 40 خطة معاش الكثير منها تحدد سن المعاش ومزاياه بشكل مختلف. ويقول ماكرون إن هذا النظام غير عادل ومكلف للغاية. ويريد ماكرون نظاما واحدا يستند إلى نقاط محددة تعطي المتقاعدين حقوقا متساوية عن كل يوروأسهموا به في خطة المعاشات. ولم تعرض حكومة ماكرون مشروعها الاصلاحي بالكامل بعد لكنها تسعى لإقرار نظام موحد يستبدل 42 آلية خاصة معمول بها حاليا من الاليات الخاصة بالموظفين والعاملين في القطاع الخاص الى المنظمة الخاصة والمكملة. وبينما تتعهد الحكومة بان يكون النظام الجديد أكثر بساطة وأكثر عدلا يرى المناهضون للتعديل ان يؤدي الى انعدام الاستقرار لدى المتقاعدين. وأعدت حكومة ماكرون إلى جانب الكثير من المواطنين الفرنسيين العاديين خططا للتعامل مع الإضراب خلال عطلة نهاية الأسبوع لكن ربما تتخذ موقفا مختلفا يوم الإثنين إذا دخل الإضراب أسبوعه الثاني. وكانت محاولات سابقة لإصلاح المعاشات قد انتهت دون جدوى. وفي عام 1995 أذعنت حكومة الرئيس الأسبق جاك شيراك المحافظة لمطالب اتحادات العمال بعد احتجاجات على مدى أسابيع. ورجت احتجاجات مماثلة لتلك التي شهدتها العاصمة في مدن أخرى مثل مرسيليا وليون وبوردو، ولكن أقل حجما. ورفع محتجون لافتات كتب عليها «ماكرون إرحل» و»لا تمس معاشات تقاعدنا» بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين في نانت شرق البلاد.