جدد الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب أمس الأربعاء بساحة الامويين في العاصمة دمشق أمام آلاف المشاركين في مسيرة مؤيدة لنظامه وصفه ما يجري ببلاده ب«المؤامرة» ودعا السوريين إلى التلاحم لمواجهتها. ونقل التلفزيون السوري عن الرئيس الاسد قوله «أتيت إلى هنا لكي نضع أيدينا مع بعض للسير إلى الأمام إلى سوريا الكرامة» مضيفا: «أردت ان أكون معكم لاستمد القوة بوجه كل ما تواجهه سوريا». وقال ان «الانسان الوطني ليس في حاجة إلى نداء وهو يتحرك مباشرة للدفاع عن الوطن والمهم ان نمتلك الثقة بالمستقبل وانا أملك هذه الثقة» والسوريون «سينتصرون دون أدنى شك على المؤامرة». وكان الرئيس بشار الاسد توجه أمس الأول الثلاثاء من على مدرج جامعة دمشق بخطاب حذر فيه من أي محاولات للتدخل الاجنبي في بلاده وأكد صمود الشعب السوري في وجه ذلك واصفا ما يجري ببلاده ب«الاحداث المؤسفة». كما أعلن في خطابه أمس الأول عن إجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد في بداية شهر مارس المقبل وانتخابات برلمانية في ماي أو جوان القادم. وتأتي خطابات الرئيس السوري بعد عشرة أشهر من بدء حركة احتجاجية تطالب بالإصلاح وبإسقاط النظام قتل فيها أكثر من أربعة ألاف شخص من المحتجين وقوات الأمن حسب تقديرات الأممالمتحدة فيما تتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن. اجتماع لمجلس الأمن يؤكد على التعجيل باصدار قرار موحد بشأن سوريا عقد مجلس الأمن الدولي، الليلة قبل الماضية، مشاورات مغلقة حول الاوضاع في سوريا تم التأكيد خلالها على ضرورة تعجيل اعضاء المجلس باستصدار قرار حول هذا البلد. وجدد رئيس المجلس للشهر الحالي السفير الألماني لدى الأممالمتحدة بيتر فيتيغ الدعوة إلى توجيه رسالة عاجلة وموحدة من مجلس الأمن إلى السلطات السورية، مشددا على أهمية إجراء مفاوضات جادة حول إصدار قرار من المجلس حول سوريا . ونقل راديوالامم المتحدة عن رئيس مجلس الامن قبيل عقد جلسة المشاورات المغلقة حول الأوضاع في سوريا اعرابه عن عدم الرضا إزاء عدم تحقيق تقدم بشأن مشروع القرار الروسي مضيفا أنه وعدد من الأعضاء كانوا قد حثوا روسيا على التعجيل بالمفاوضات قبل عيد الميلاد المسيحي في ديسمبر الفارط إلا أن ذلك لم يتحقق. وأكد السفير الألماني الاستعداد لتقريب وجهات النظر إلا أنه شدد على ضرورة بدء المفاوضات الجادة حول مشروع القرار. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أوروبي بشأن سوريا في أكتوبر الماضي. وتشهد عدة مدن سورية منذ نحو 10 أشهر تظاهرات احتجاجية مناوئة للنظام ترافقت بسقوط قتلى من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأممالمتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سوريا بنحو 5000 شخص فيما تقول مصادر رسمية سورية إن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص وتحمل «جماعات مسلحة» مسؤولية ذلك. ومن جهتها، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من تزايد أعمال القتل للمتظاهرين في سوريا و«اسفها لعدم استغلال الحكومة السورية تواجد بعثة المراقبين العرب على اراضيها لوقف العنف». جاء ذلك في تصريحات «لسوزان رايس» المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة بعد تقديم وكيل الأمين العام للشؤون السياسية بالمنظمة الدولية لين باسكو تقريرا للمجلس أفاد بارتفاع عدد القتلى في سوريا منذ وصول بعثة المراقبين العرب إلى 400 قتيل. كما أعربت «رايس» عن «اسفها لعدم استغلال الحكومة السورية تواجد بعثة المراقبين العرب على أراضيها لوقف العنف». وجددت مطالب الإدارة الأمريكية بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد ودعته للاستجابة لتطلعات الشعب بتشكيل حكومة تمثل طموحاته وملتزمة بالتقدم السلمي في البلاد.