الحوار الخيار الوحيد لحل سياسي للأزمة ورفض أي تدخل عسكري يشارك الرئيس تبون، غدا، في الندوة الدولية حول الأزمة الليبية التي سخرت لها الجزائر كل الجهود لإطلاق مسار الحوار باتجاه صياغة حل سياسي توافقي بين «الإخوة الأعداء» وإنهاء تداعيات أزمة طال أمدها مهددة مستقبل الشعب الليبي الشقيق وكل المنطقة التي تتطلع شعوبها إلى التنمية. الاتصالات لم تتوقف منذ الفترة الأخيرة باستقبال الأطراف المعنية بالملف منها إيطاليا التي حل رئيس وزرائها جوسيبي كونتي، بالجزائر أول أمس، وأجرى محادثات مع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والوزير الأول، عبد العزيز جراد. وتوسعت المحادثات لتشمل أعضاء وفدي البلدين، حيث جرت بمقر رئاسة الجمهورية بحضور مدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين عيادي، وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، والوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بلعيد محند أوسعيد. وكان في استقبال الضيف لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، الوزير الأول، عبد العزيز جراد وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات في الخارج، رشيد بلادهان. تنسيق وتشاور في هذا الصدد، أكد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي أن الجزائروإيطاليا يتقاسمان رؤية مشتركة أساسها الحوار الذي هوالخيار الوحيد والفريد للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا، مع رفض بلده لأي تدخل عسكري، مبرزا ضرورة تحبيذ لغة الحوار من أجل تسوية سلمية لهذا النزاع، معتبرا أن «الوقت قد حان للحوار وللتشاور، قائلا: «يجب أن نثق في الآليات الديبلوماسية التي هي دائما أكثر نجاعة من السلاح لأنها تتيح خيار السلم والاستقرار». حيث اتفق الطرفان فيما يتعلق بالملف الليبي على«تكثيف الجهود ومضاعفة التنسيق والتشاور من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الساري المفعول لتيسير سبل استئناف الحوار بين الأطراف المتنازعة وإعادة بعث مسار السلام الذي ترعاه منظمة الأممالمتحدة، حفاظا على وحدة ليبيا أرضا وشعبا وحماية لسيادتها بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية». وعبرا عن قناعتهما «بعدم جدوى الحلول العسكرية مهما طالت الأزمة»، كما أعربا عن تمسّكهما بالحل السياسي سبيلا وحيدا لحلّ الأزمة والاتفاق من أجل تنسيق مواقف البلدين على المستوى الدولي. وأشار كونتي إلى أن الجزائر وايطاليا «تعملان سويا» تحسبا للندوة حول ليبيا المقررة الأحد القادم ببرلين وتسعيان إلى «استبقاء كل الفرص التي يتيحها هذا المسار من أجل حل سلمي وسياسي لهذه الأزمة» داعيا إلى وقف «دائم» لإطلاق النار كخطوة أولى لحوار بناء، منوها بدور الجزائر في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل. توسيع التعاون وإلى جانب الملف الليبي، تناولت المحادثات التي جرت بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الايطالي، العلاقات الثنائية المتعددة الجوانب والمتميزة والتي يترجمها بصفة خاصة انتظام التشاور والحوار الاستراتيجي بين البلدين حول المسائل السياسية والأمنية، وكذلك مستوى المبادلات التجارية. وبهذه المناسبة، جدد الجانبان إرادتهما لتعميق هذه العلاقات وإعطائها دفعا أقوى وتوسيع التعاون إلى مجال المنشآت البحرية والاستفادة من القدرات والتجارب الإيطالية، لاسيما في مجالات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الناشئة وتكنولوجيا المعلومات والطاقات المتجددة». إجتماع رفيع المستوى هذا السداسي وكان بيان لوزارة الشؤون الخارجية قد أوضح أن هذه الزيارة، «التي تندرج في إطار ديناميكية جهود المجتمع الدولي لوضع حد للنزاع في ليبيا وتقديم حل دائم لها، ستسمح لمسؤولي البلدين بمتابعة وتعميق المشاورات حول الأزمة الليبية وكذا حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأشار المصدر ذاته إلى أن الدبلوماسية الجزائرية «تولي اهتماما خاصا للمسألة الليبية إذ تبذل منذ أسابيع عديدة جهودا حثيثة لتوفير الظروف المواتية لإعادة إطلاق الحوار ما بين الليبيين وكذا مبادرة السلام للأمم المتحدة. وقد ساهمت هذه الجهود في وقف إطلاق النار». وعلى صعيد آخر، شكلت زيارة رئيس الوزراء الإيطالي للجزائر «فرصة لمسؤولي البلدين لدراسة الملفات الثنائية واستعراض أهم المواعيد الثنائية القادمة، سيما الدورة المقبلة للاجتماع الثنائي رفيع المستوى المرتقب انعقادها خلال السداسي الأول من السنة الجارية بالجزائر العاصمة.