تعاني مدارس تعليم السياقة بالجزائر من بعض المشاكل، التي تعيق سير عملهم بشكل جيد في ظل كثرة عدد الممتحنين الذين يتقدمون إلى تلك المدارس، لاجتياز ثلاث إمتحانات رئيسية تؤهلهم للحصول على رخصة السياقة. بالرغم من أن المترشحين يجتازون هذه الامتحانات بصعوبة. بسبب عدم تركيزهم في التعلم، أو لأن مدرب السياقة لا يلقنهم جيدا. على حد قول بعض الممتحنين الذين التقيناهم. ويشتكي صاحب مدرسة تعليم السياقة بالعاصمة، الذي رفض الإفصاح عن اسمه. علما أن الآخرين رفضوا إعطائنا معلومات تتعلق بمشاكلهم بحجة الحصول على ترخيص من وزارة النقل من جهة، ومن جهة أخرى تخوفا من بعض الصحافيين الذين يقومون بتحريف بعض المعلومات التي تعطى لهم على حد قولهم. وفي هذا الصدد، قال لنا صاحب مدرسة تدريب السياقة بساحة أول ماي، أنه تعترضه عدة مشاكل في ممارسة نشاطه كغياب المراحيض التي تعد من الضروريات، بسبب ضيق المقر الذي لا يكفي حتى لاستيعاب المترشحين، فما يكون على صاحب المدرسة إلا استغلال كل المساحة كقاعة لتلقين قانون المرور للممتحنين. وبالتالي لا يكون مكانا لتنصيب المرحاض. بالإضافة إلى نقص دوائر تعليم السياقة، حيث أن الممرن يتنقل من ساحة أول ماي إلى المحمدية ليقوم بتدريب المترشحين الذين بدورهم يكونون ضحية، كون ساعات تعليمهم تنقص نتيجة المدة الزمنية التي يستغرقها مدرب السياقة للذهاب إلى المحمدية في ظل الاكتظاظ الشديد الموجود على مستوى هذا الخط. وبالتالي فعوض تعليمهم لمدة ساعة، فيستفيد المترشح من ربع ساعة فقط، مما ينعكس سلبا على تحصيله. ناهيك عن أن دوائر تدريب السياقة غير مهيأة وفق معايير تعليم القيادة، وفي كثير من الأحيان تجد هذه الدوائر مجاورة لمدرسة ابتدائية أو بمكان عام ترتاده السيارات والشاحنات. مما يشكل خطرا على المترشحين وتلاميذ المدارس أيضا. وبالمقابل، تساءل ذات المتحدث، عن سبب قيام الجهة المشرفة على هذه المدارس بمنح مدرب تعليم السياقة عشرة مترشحين في الأسبوع، والآخر يمنح له خمسة مترشحين. في حين أن كلا المدربين ينتميان إلى نفس مدرسة تعليم السياقة، ويتقاضيان نفس الراتب الشهري. علاوة على أنهما يؤديان نفس ساعات العمل. مضيفا بأن هذا هو أكبر معضلة تعترضه. وفي هذا السياق دائما، أشار صاحب مدرسة لتعليم السياقة إلى أنه راسل الوزارة الوصية بهذا الشأن لكنه لم يتلق الرد بعد. وبالموازاة مع ذلك، فإن المهندسين المشرفين على القيادة والذين يقل عددهم بالنظر إلى عدد مدارس تدريب السياقة والمترشحين، غير متفقين في معايير تقييم الممتحنين فنجد منهم المتساهل جدا في حين المهندس الآخر متشدد جدا. ما يشكك الممتحن في مدى أهلية مدرب تعليم السياقة.