مضماران لتعليم السياقة كبدائل لمراكز التدريب الحالية تفتقر ولاية برج بوعريريج عبر بلدياتها الأربعة و الثلاثين لمضامير تعليم السياقة وفق المقاييس المعمول بها ، ما دفع بالعديد من أصحاب مدارس التعليم إلى المطالبة بالتفات السلطات المعنية لهذا الجانب بغية تحسين ظروف عملهم و تطوير كفاءة الممتحنين وفقا لطموحات وزارة النقل التي تهدف إلى التقليل من مخالفات المرور التي عادة ما ينجر عنها حوادث مرور مميتة ، انطلاقا من التكوين الجيد الذي يتطلب مضامير تتوفر على المقاييس المعمول بها من إشارات المرور و التهيئة لإطلاع الممتحنين على كل كبيرة و صغيرة في الدروس التطبيقية للسياقة . و رغم توفر الولاية على عشرة مراكز للتدريب عبر كبرى الدوائر على غرار دوائر رأس الوادي البرج مجانة و كذا المنصورة ، تبقى الولاية تعاني من تأخر كبير في تهيئة هذه المضامير ما جعلها بعيدة عن متطلبات أصحاب مدارس السياقة الذين يتجاوز عددهم 148 مدرسة عبر إقليم الولاية و كذا الممتحنين الذين يجدون صعوبات في التعلم موازاة مع بداياتهم الأولى في قيادة السيارات ، بالنظر إلى عدة عوامل ، يأتي في مقدمتها وضعية الطرقات المهترئة فضلا عن حركية السير الكثيفة بجوار مراكز التدريب على غرار مضمار تعليم السياقة المتواجد بالقرب من حديقة التسلية بعاصمة الولاية ، حيث يعد المنفذ الوحيد لهذا المضمار الطريق الوطني رقم 05 بجوار حي ال 500 مسكن ، ما يزيد من تخوف الممتحنين عند خروجهم إلى الطريق لوقوعهم وسط كوكبة من المركبات عادة ما تخلط أوراقهم لإفراط غالبية السائقين في استعمال السرعة ، ناهيك عن عدم توفر هذا المضمار إلى جانب المضمار المتواجد بالقرب من المنطقة الصناعية و بجوار طريق المسيلة لاماكن يحتمون فيها أثناء انتظار دورهم من تساقط الأمطار في الفترة الشتوية و لفحات الشمس في فترات الصحو . هذه الوضعية تتكرر كذلك بغالبية المضامير المتواجدة عبر إقليم الولاية ، حيث تفتقر بها جميع الشروط ، و ذلك لاختيار مساحات بالمناطق الصناعية و الطرق الفرعية بشكل عشوائي و مؤقت للتدريب ، غير أنها بقيت البديل الوحيد منذ سنوات رغم الشكاوي المتكررة للممتحنين و أصحاب مدارس تعليم السياقة المطالبة بإنشاء فضاءات جديدة تستجيب للشروط المعمول بها بعيدا عن الحلول الترقيعية ، و يمثل مكان التدريب بدائرة مجانة أسوء صورة لتواجده في المنطقة الصناعية بالقرب من مستودعات لصناعة البلاستيك و مطحنة لتغذية الأنعام و الدواجن ، ناهيك عن اهتراء الطرقات التي تنتشر بها الحفر و المطبات و كذا انعدام إشارات المرور و التوجيه ، ما يضع المترشحين في ورطة أثناء اجتيازهم للامتحان . وفضلا عن العامل النفسي لإرضاء مهندس السياقة يجد هؤلاء المبتدئين صعوبة في تجاوز الحفر التي تغمرها المياه في معظم الأوقات و ما تحمله من تفاصيل أخرى تستوجب التقليل من السرعة و حسابات التوقف ، خصوصا و أن العديد من المهندسين يستعملونها كمطبات لإيقاع المترشحين في الخطأ ، ما يؤدي بحسبهم إلى شرود تفكيرهم من السياقة في شروط سليمة إلى التفكير في كيفية تجاوز هذه العوائق التي عادة ما تؤدي إلى إخفاقهم . من جانب آخر يطرح العشرات من المترشحين مشكل عدم توفر البلديات و الدوائر التي يقطنون بها على مضامير للسياقة على غرار بلديات أقصى الجهة الشمالية « الماين تفرق و القلة « و كذا الغربية خصوصا ببلديتي حرازة و بن داود ، ما يشكل لهم صعوبات و متاعب في الوصول إلى أماكن التدريب ، تتطلب لدى البعض منهم قطع مسافات تزيد عن الأربعين كيلومتر لاجتياز الامتحانات و كذا للالتحاق بمدارس تعليم السياقة . مديرية النقل أكدت في هذا الجانب على تسجيل مشروعين لانجاز مركزين للتدريب على السياقة يستجيبان للمعايير و المقاييس المعمول بها في جميع الأصناف ، و هذا في إطار برامج المخطط الخماسي الثاني ، الأول بعاصمة الولاية و الثاني ببلدية رأس الوادي ثاني أكبر تجمع سكاني بولاية البرج .