فند مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بوزارة الثقافة زكار عبد الوهاب أن تشكل أشغال إنجاز الشطر الثاني من «ميترو الجزائر» الممتدة بين ساحتي البريد المركزي والشهداء خطورة على البنايات وعلى المعالم الأثرية التي تعود إلى ألفيتين. من جهته أشار ممثل المؤسسة السيد حوشين إلى تغيير موقع المحطة التي ستكون تحت الأرض بعدما كانت مفتوحة على الهواء عقب إشعارهم من وزارة الثقافة بوجود معالم أثرية بين باب عزون وباب الواد. كشف ممثل مؤسسة «ميترو الجزائر»، السيد حوشين، أن نسبة تقدم أشغال الشطر الرابط بين البريد المركزي وساحة الشهداء تقدر ب 30 بالمائة تحت إشراف 340 عامل منهم 40 عاملا أجنبيا، على أن يكون الجزء الثاني من المشروع الذي رصدت له الدولة 13 مليار دج جاهزا قبل انقضاء سنة 2015، مشيرا إلى تغيير موقع المحطة فبعدما كانت مفتوحة على الهواء باتت أرضية تقع بقلب متحف أثري. أكد مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بوزارة الثقافة زكار عبد الوهاب في ندوة نقاش بيومية «المجاهد»، أن اختيار مكان الحفر لإنجاز الشطر الثاني من «ميترو الجزائر» الممتد بين البريد المركزي وساحة الشهداء لم يكن عشوائيا حفاظا على الآثار التي تكتنزها بلدية القصبة وأفضى التنسيق مع مؤسسة ميترو الجزائر إلى تغيير المعطيات الأولية فبعدما كان مقررا على عمق 17 متر تقرر الحفر على عمق 34 مترا. وجاءت المعطيات نتيجة عمل بالتنسيق بين الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات المحمية والمركز الوطني للأبحاث الأثرية ومؤسسة ميترو الجزائر انطلق في العام 2009 وتحديدا في شهر جويلية حيث قام الديوان باستكشاف الشطر لتحديد أماكن المعالم الأثرية وتحديد مكان الحفر للحفاظ عليها بعدما تبين أنه عبارة عن متحف أرضي يختصر تاريخ العاصمة على مدى ألفيتين. وتبعا لذلك تقرر حسبما أكده زكار تغيير المعطيات الأولية حيث تم تحديد مكان الحفر وهو عمودي في المكان الذي شيدت فيه فرنسا الاستعمارية عمارة بنتها في موقع أثري بعد تدميره، قطره 17 مترا على عمق 34 مترا، ثم تمتد الأشغال أفقيا على اليمين واليسار، وتم حفر حوالي 100 و150 مترا على التوالي، على أن تهيأ المنطقة التي تحوي الآثار لتصبح متحفا مفتوحا يقع فوق الميترو. وفند ذات المسؤول، في رده على سؤال «الشعب»، أن تشكل خطورة على البنايات، مؤكدا بأنه وعلاوة على أن أشغال الحفر على عمق 34 مترا، فإنها تتم في منطقة صخرية والعتاد المستعمل يجنب البنايات التعرض إلى هزات وارتدادات قد تؤدي إلى انهيارها، كما أن تشغيل الميترو بدوره لن يترتب عنه إزعاج نظرا لاستعمال مطاط خاص يحول دون التسبب في أصوات وضجيج، معتبرا ما راج بهذا الخصوص مجرد كلام لا أساس له من الصحة. وأوضح زكار بأنه تم اللجوء إلى الخبرة الأجنبية وتحديدا الفرنسية لدراسة كيفية الحفاظ على الآثار مع إنجاز الشطر الثاني من مشروع الميترو الذي يعول عليه في نقل ما لا يقل عن 250 ألف مسافر يوميا، لا سيما وأن دولا أخرى تزحر بأثار قامت بإنجاز مشاريع واستغلالها لترويج منتوجها السياحي من خلال متحف لا يضطر المسافر إلى برمجة التنقل إليه ودفع مقابل ليستذكروا تاريخ عاصمة الجزائر على مدى ألفيتين. وفي الوقت الذي تقوم فيه المؤسسة المكلفة بالإنجاز بأشغال الحفر في المكان المحدد على أن تتم بشكل عمودي، فإن الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية التابع لوزارة الثقافة قام بغمر الآثار بالرمال للحفاظ عليها وحمايتها، وتجري عملية غلق المنطقة التي تم حفرها لتحديد موقع المعالم الأثرية وتقدمت نسبة الأشغال بها ب 95 بالمائة على أن يعاد فتحها بعد تهيئتها في أعقاب انتهاء أشغال «الميترو». جدير بالذكر، أن زكار أعلن عن إطلاق مناقصة وطنية بعد 3 أو 4 أشهر لدراسة ترميم وتهيئة «الأميرالية» لتصبح متحفا، كما أنه لم يفوت المناسبة للدعوة إلى وضع ثقة في الإطارات الجزائرية خريجي الجامعات الجزائرية، لافتا إلى أنهم يتلقون تكوينا مستمرا.