أبرمت، أول أمس، بالجزائر العاصمة اتفاقية تعاون بين وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي للبحوث في علم الآثار الوقائي، تهدف الى إجراء تشخيص لساحة الشهداء التي تحتوي على مواقع أثرية هامة، وذلك قبل الشروع في إنجاز محطة الميترو التي سيتم تكييفها حسب طبيعة هذا الموقع. وتنص هذه الاتفاقية على القيام ب''تشخيص أثري على مستوى ساحة الشهداء التي يحتوي باطنها على عدد من الآثار التي تعود الى حقب تاريخية متعددة تشكل ذاكرة وعنوان هويتنا الثقافية التي يتعين حفظها للأجيال القادمة'' يوضح مدير التراث على مستوى الوزارة، الذي أضاف أن العملية قد أسندت الى المعهد الفرنسي بالتعاون مع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية. وقد برزت فكرة التعاون -حسب ما أفاد به ذات المسؤول- بعد أن اتضح أنه ''لا يمكن الاستمرار في تطبيق المخططات التي تم وضعها لانجاز المحطة المركزية للميترو في شقها الرابط بين البريد المركزي وساحة الشهداء نتيجة وجود آثار جد هامة تحت هذه الأخيرة''. و''بعد التشاور مع وزارة النقل تقرر الشروع في عمل مسبق لتقييم المخزون الأثري الموجود بهذه المنطقة ليتم بعد ذلك تكييف محطة النقل التي ستصبح متحفا حقيقيا'' يتابع مدير التراث.وفي ذات الاطار أوضح المدير العام للمعهد الفرنسي السيد بول جاكوب، أن الجهود ستنصب على اجراء ''عمليات جرد وتنقيب ترتكز على ما يسمى بعلم الآثار الوقائي لكل ما يحويه الموقع من آثار تعود الى عدة عصور تاريخية متفاوتة'' وذلك بالاعتماد على تجربة مؤسسته التي ''تربو عن الثلاثين سنة وخبرة أزيد من 1700 عالم آثار يعدهم المعهد. ومن جهتها تطرقت ممثلة مركز التراث العالمي (منظمة اليونسكو )-الذي تجري عمليات البحث تحت إشرافه- السيدة منيرة بركة الى أهمية هذا الإجراء في الحفاظ على المعالم الأثرية وحمايتها من زحف العصرنة لضمان نقلها الى أجيال المستقبل، وهي المهمة التي تستدعي- كما أكدت- القيام ب''عمل علمي دقيق يعتمد على خبرات عالية من أجل حفظ وتثمين المعالم الأثرية التي تعد أهم أرشيف تحوزه الإنسانية عن ماضيها''، على غرار قصبة الجزائر التي أصبحت منذ 1992 مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي.