يعد المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري الكائن مقره بقلعة المشور بوسط مدينة تلمسان، أوّل مؤسّسة متحفية مكرّسة كليا للفنون الجزائرية في الزي التقليدي. يعود الفضل في إنشاء هذا الفضاء الثقافي الفريد من نوعه إلى المكسب الثقافي والتاريخي الذي حقّقته «الشدة التلمسانية» بعد أن تمّ تصنيفها سنة 2012 من طرف منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بالإضافة أيضا إلى تصنيف العادات والممارسات الاحتفالية المرتبطة بمراسم الزفاف في منطقة تلمسان. كشفت شهيناز عريب التي تعمل بجناح الألبسة التقليدية بالمركز التفسيري، في تصريح ل«الشعب»، أن الجناح يضم 28 لباسا تقليديا من بينها 4 ألبسة خاصة بالرجال على غرار البرنوس القبائلي والتلمساني والترقي والدراعة الصحراوية. وهنالك كذلك 24 لباسا تقليديا خاصا بالنساء والتي تزخر بهما ولاية تلمسان والولايات الجزائرية الأخرى على غرار الشدة التلمسانية والقفطان التلمساني والبلوزة الوهرانية والجبة القسنطينية والكاراكو العاصمي والجبة القبائلية والملحفة الشاوية واللباس الصحراوي والحايك والمنسوج والشاشية. وأضافت عريب أنّ سعر الشدة التلمسانية الأصيلة والأصلية المتكونة من 03 قطع والخاصة بالعروس، يتراوح بين 14 و15 مليون سنتيم ويشمل الخياطة والتركيب، كما أن هناك من يقوم بتركيبها بقماش وأنسجة غير أصلية فتكون الكلفة ما بين 5 و7 ملايين سنتيم. وفي رد عريب شهيناز عن السّؤال: هل لا يزال التلمسانيون يحافظون على التراث؟ فكانت الإجابة بنعم، حيث أكّدت أنّ «جل العائلات التلمسانية الموزّعة عبر53 بلدية وحتى المغتربة لا تزال تقبل على محلات خياطة وبيع الألبسة التقليدية والورشات الخاصة بهن من أجل تجهيز العرائس بالشدة التلمسانية والقفطان وكسوتهن بمختلف الحلي. وأشارت عريب أن لبس الشدة لا يقتصر على العروس فقط يوم زفافها بل تقوم النساء المتزوجات حديثا بارتدائه في مختلف المناسبات على غرار استقبال الحجاج والمعتمرين، وفي مراسم حفل ازدياد مولود (السابع)، وحتى في المناسبات الرسمية، حيث يشرف على ذلك مجدوب عبد الإله، الموسيقي في فرقة عيساوة والمتخصص في تنظيم الاستقبالات وتلبيس الفتيات لمختلف الأزياء التقليدية. للإشارة، اشتهرت ولاية تلمسان بعديد العائلات المعروفة في الحياكة والنسيج، واكتساب محلات تجارية وورشات خياطة لماركات معروفة دوليا على غرار العشعاشي، البسطاوي، الخديم والتي تعتبر من أهم وأشهر المحافظين على التراث لا سيما خياطة وطرز وتركيب الألبسة التقليدية كالقفطان التلمساني والشدة التلمسانية والمنسوج.