سيطر هاجس فيروس كورنا على يوميات سكان عاصمة الأوراس باتنة، وعاد معه الحديث عن ضرورة التزام أقصى درجات الحذر والوقاية والتي على رأسها نظافة المحيط وتعقيم مختلف وسائل الاستعمال اليومي ونظافة الفضاءات والأماكن العمومية من مختلف أنواع الفضلات والقمامة. سارعت أغلب بلديات الولاية باتنة، تنفيذا لتوصيات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة بضرورة الوقاية من فيروس كورنا باتخاذ إجراءات فورية سريعة لمواجهة الداء الخطير من خلال تكثيف حملات التوعية والتحسيس بخطورة الفيروس وذلك من خلال الدعوة إلى الالتزام بشروط وقواعد النظافة العامة سواء دخل المنزل أوفي أماكن العمل والأهم في مختلف الساحات والفضاءات والمرافق العمومية. كان المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية بولاية باتنة، توفيق مزهود قد ألح على مدراء الهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر والبلديات بالتكيف الفعال مع هذه المستجدات الطارئة الخاصة ببذل جهود لمنع تفشي وانتشار فيروس كورنا من خلال تعقيم بعض الأماكن والفضاءات وتكثيف عمل البلديات في مجال رفع القمامة والنظافة. وكانت بلدية باتنة السباقة في مجال التحسيس بهذا الفيروس من خلال تفعيل عمل موظفي البلدية المختصين في مجال الوقاية والحفاظ على الصحة العمومية، الحرص على التواجد الميداني للتحسيس بخطورة الفيروس والتزام المعايير والشروط المعمول بها في مجال الحفاظ على الصحة العمومية، بإعطاء تعليمات صارمة لمؤسسة «كلين باتنة» وهي المؤسسة العمومية المسؤولة عن النظافة وتزيين المحيط بالولاية. وقامت «كلين باتنة» برئاسة محمد الهاني بجمع حوالي 1.680 طن من النفايات المنزلية والهامدة في أعقاب عملية تنظيف واسعة، استهدفت موقعين كبيرين بمدينة باتنة كالجسر المؤدي إلى حي سلسبيل مقابل المركز الصحي لحي بارك أفوراج وكذا الطريق المؤدي إلى قرية عيون العصافير، تندرج في إطار عملية تنظيف وتطهير واسعة للمحيط المنظمة كل سبت عبر كافة مناطق مدينة باتنة خاصة التي تعاني من تراكم النفايات بهدف الحفاظ على نظافة البيئة والصحة العمومية، مشيرا إلى أنه تم جمع 80 طنا من النفايات المنزلية وكذا 960 طن من النفايات الهامدة بالموقع الأول و640 طن بالموقع الثاني. وتم تسخير أكثر من 370 عامل نظافة وكذا 25 آلية من مختلف الأنواع على غرار 15 شاحنة نقل و2 حفارات و6 شاحنات لصيانة الإنارة العمومية، لهذه العملية، حيث تتشكل النفايات المجمعة أساسا من نفايات صلبة لاسيما الحصى الذي ترمي به ورشات البناء وكذا بقايا ردوم ومنذ إطلاق حملة التنظيف عبر مختلف المناطق استفادت أغلب الأحياء بمدينة باتنة من عملية تطهير للمحيط علاوة على تنقية البالوعات وكذا صيانة الإنارة العمومية وتقليم الأشجار. وتستمر بتراب مدينة باتنة حملات التنظيف التطوعية للبيئة والمحيط التي تقوم بها كلين بمختلف المناطق والأحياء ، خاصة ما تعلق بتنظيف قنوات الصرف الصحي والمقابر والمنابع المائية، ترافقها حملات تحسيسية بتفادي انتشار الأمراض، بسبب تكدس النفايات التي تنبعث منها روائح كريهة، للقضاء على المفرغات العشوائية التي انتشرت كالطفيليات بمحاذاة الجبال والمرتفعات وخطرها على صحة المواطنين والتي كانت وراء نشوب العديد من بؤر الحرائق بالمدينة، ووجهت هذه العمليات للقضاء على المفرغات الفوضوية ومواقع رمي النفايات الهامدة وتنظيم جمع النفايات ونقل هذه الأخيرة وفق شروط حفظ البيئة ونظافة المحيطو كما سمحت بتحسين المحيط والإطار المعيشي للسكان من خلال القضاء على كل النقاط السوداء . وتهدف مثل هذه العمليات إلى تحسيس السكان، لاسيما فئة الأطفال، بالأهمية القصوى التي تكتسيها مسألة الحفاظ على المحيط وحماية البيئة وإدراك ضرورة نظافة أحيائهم، وتعزيز قيم المواطنة البيئية، وحماية المحيط والحفاظ على نظافة الأحياء مؤكدا أن النظافة هي مهمة الجميع وينتج عن عدم احترام قواعد النظافة ظهور الأوبئة وانتشار الأمراض التي تعرّض صحة المواطنين للخطر.