شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، على ضرورة التركيز والاستثمار في الطاقة المستدامة واستعمالها في كل المجالات كونها تعتبر التوجه العالمي الآخذ في البحث عن الطاقة البديلة والنظيفة عبر البحث ومسايرة مختلف الطاقات المتجددة بهدف التخلي عن الطاقات التقليدية التي تعتمد أساسا على الحفريات. وكشف حراوبية، أمس، لدى إشرافه على افتتاح الأسبوع الوطني للبحث العلمي المنظم بالجناح (د) بقصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار «الطاقة المستدامة للجميع2012»، عن تخصيص الجزائر للبحث العلمي غلافا ماليا قدره 100 مليار دينار جزائري. وأشار الوزير إلى أن الأسبوع العلمي الخاص بالطاقة المستدامة يدخل في إطار السنة التي خصصتها المنظمة الدولية للعلوم والثقافة ومن ثم جاء الحرص على ان تنظيم هذه التظاهرة للتركيز على مستقبل الطاقة في بلادنا باعتبارها البديل الذي لا ينضب، سيما وأن الصالون المنظم بمناسبة الأسبوع الوطني للبحث العلمي اثبت بان الشباب اليوم قام بعدة تجارب واثبت تحكمه في عدد معتبر من التكنولوجيات الحديثة وهو ما سيسمح في المستقبل ان نتحول تدريجيا إلى الطاقة المتجددة. ودعا الوزير للنهوض بالبحث العلمي في الجامعات الجزائرية من خلال توحيد عناوين الجامعات على غرار جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار التي تحوي 130 عنوان بحث يمكن توزيعها على كل الجامعات ما يجعل الجامعة مرئية وتواكب الخارج، مشيرا إلى ان التظاهرة تصب في هذا الاتجاه خاصة وان كل المشرفين والفاعلين أعربوا عن تفاؤلهم بمستوى البحث العلمي بهدف قطع خطوة ايجابية. وأعلن حراوبية، بهذا الخصوص، أنه ليس هناك حدود لتوظيف الباحثين، سيما بعد فتح مجالات أخرى للشراكة سواء بالنسبة للجالية المتواجدة بالخارج أو بالنسبة للأجانب، علما ان الجامعات الجزائرية تضم 30 ألف بين باحثين وأساتذة دائمين و1200 باحث من حاملي ماجستير و2600 باحثين دكاترة دائمين، مؤكدا ان الجزائر أصبحت تقترب من المقاييس المعمول بها دوليا، سيما فيما يتعلق بمواضيع البحث. من جانبه، أعلن المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي عبد الحفيظ أوراك عن أكبر مشروع مهيكل في الجزائر للبحث العلمي والمتمثل في تطوير التكنولوجيا الفضائية والأقمار الصناعية، حيث رصد له 34 مليار دينار من أصل 100 مليار دينار جزائري خصصت للبحث العلمي، وسيتم تشغيل هذا المركز الذي سيكون جاهزا في الأشهر المقبلة بأرزيو. وأوضح أوراك في نفس السياق، أنه من المتوقع ان تطلق الجزائر القمر الصناعي الخاص بالاتصالات قبل 2014، مشيرا إلى ان هذا الانجاز سيتم تصنيعه في الجزائر بالشراكة مع الهند لان التصنيع يتطلب قاعدة متينة، أما الإطلاق فإنه يتطلب وقت. وعرف الصالون العديد من التظاهرات والنشاطات العلمية بمشاركة باحثين ومبتكريين جزائريين من مراكز ووحدات البحث والمخابر الجامعية المتخصصة في ميدان الطاقة المستدامة والبيولوحيا الحيوية والفيزياء الرياضيات والكيمياء التطبيقية في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى مشاركة واسعة لمختلف المؤسسات الوطنية.