شكل وباء كورونا وما خلفه من ضحايا، فرصة لبعض الشباب لإبراز مواهبهم وقدراتهم في الاختراع، فقد تمكنت مجموعة من هؤلاء الشباب، أطلقوا على أنفسهم إسم «بنيفول يونايتد»، من التوصل إلى صناعة نفق للتعقيم بكلفة لا تتعدى 50 ألف دج. هذا الاختراع أطلق عليه إسم «ايان بروتكت»، الذي تحقق في مدة زمنية قصيرة، تحدث عنه نسيم شريف، أحد المساهمين في اختراع جهاز «نفق التعقيم» في هذا التصريح ل «الشعب». نسيم شريف، مهندس معماري، تطوع وأصدقاء له ويتعلق الأمر بناصر حدادي (مهندس مدني) ونايلي جلال مختص في أجهزة المراقبة وأجهزة السلامة وكلهم من ولاية باتنة، وقاموا بتحويل فكرة إلى مشروع تجسد في بضعة أشهر وصار عمليا وهو حاليا يستعمل في المستشفيات، عيادات وغيرها من المؤسسات التي تبنته. «ايان بروتكت» تحدٍّ رفعه هؤلاء الشباب، حيث يعني الجزء الأول من التسمية الأول أو الأولى باللغة الترقية، وهذه الكلمة المركبة تعني (الوقاية الأولى) لإعطاء بصمة جزائرية لهذا الاختراع. قال شريف، إن محاربة وباء كورونا تستدعي التنظيف، التطهير والتعقيم، ومن هنا جاءت فكرة الاختراع، التي استلهمت من تجارب دول أخرى، لكن بسطنا من تركيبة هذا الجهاز حتى نجعله قابلا للتجسيد، سواء من حيث المواد الأولية للتي تدخل في الاختراع، او من حيث الكلفة التي حددناها ب50 ألف دج. وذكر شريف، أنه تم استخدام مواد أولية محلية لصناعة نفق التعقيم، والتي تتمثل في الحديد وقنوات مياه وأداة تستعمل للرش في الأراضي الفلاحية، ويستعمل سوائل معقمة للتعقيم الخارجي، مفيدا أن تجسيد هذا الاختراع بمساعدة مخبر «تريوكس» الذي يمتلك تكنولوجيا ألمانية، مكنت من اقتصاد الوقت والمجهود وإعطاء نتيجة تتمثل في الجهاز المذكور، لافتا إلى أن مؤسسة خاصة قدمت لهم التمويل. طلبات من عدة دول للحصول على الإختراع أبدى المتحدث تفاؤلا كبيرا وهو يتحدث ل «الشعب» بشأن هذا الجهاز المعقم واعتبر أنه وأصدقاءه قد رفعوا التحدي وأكدوا أن الشباب الجزائري يمتلك من الأفكار ما يمكنه أن يحقق المستحيل. وأكد شريف، أن هذا الاختراع لا يتقاضون عليه مقابل، لأنهم شباب تطوعوا لخدمة بلدهم والمساعدة في مكافحة فيروس «كوفيد-19» الخطير الذي مايزال يحصد الآلاف من الأرواح عبر العالم. وأفاد شريف، ان هذه التجربة الناجحة قدمت للشباب الذين يمتلكون ورشات وقدمنا لهم بطاقة البيانات او المواد المستعملة لإنجاز نفق التعقيم، لانه وأصدقاؤه لا يمكنهم تلبية الطلب على المستوى الوطني، حتى يمكّنوا الآخرين من تحقيق الذات وتزويد الولايات الأخرى بهذا الجهاز المعقم، مشيرا إلى أنه تم توزيع 20 نفقا على المستشفيات والعيادات الصحية، الشرطة، الجيش والدرك. في سياق متصل، أشار المتحدث الى ان الجهاز متوفر على مستوى 25 ولاية، كما كشف عن تلقي طلبات الحصول على هذا الجهاز من تونس، بوركينافاسو، الكاميرون وحتى فرنسا والمكسيك، مشيرا إلى أنه تم إرسال لوحة التركيب مع المواد المستعملة في الاختراع إلى الطالبين. وكشف نسيم شريف، إلى أنه وأصدقاؤه قاموا باختراع آخر يتمثل في عيادة فحص معقمة، متكونة من حاجز شفاف تمكن الطبيب من فحص المريض بدون أن يكون على اتصال مباشر معه، فقط يمكنه أن يدخل يديه من خلال ثقبين كبيرين قليلا، فيفحصه من خلالهما باستعمال القفازين، بالإضافة الى اختراع آخر «بوكس» للعناية بمرضى القصور الكلوي.