عمت المظاهرات المناهضة لعنف الشرطة واللامساواة العرقية والعنصرية التي وصفت بأنها «وباء» جديد ، عددا من مدن العالم رغم استمرار أزمة وباء كوفيد-19. ومن لندن في المملكة المتحدة إلى مليبورن وسيدني في أستراليا مرورا بتونس وبولندا وألمانيا وفرنسا، رفع المتظاهرون شعارات «حياة السود مهمة» و»لا أستطيع التنفس» تعاطفا مع الاحتجاجات التي تجتاح الولاياتالمتحدة إثر مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول إفريقية على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس في 25 ماي الماضي. وتحدى مئات الآلاف من المتظاهرين في عدة أنحاء من العالم دعوات السلطات إلى البقاء في المنازل بسبب الأزمة الصحية، ونزلوا إلى الشوارع تعبيرا عن الغضب إزاء العنصرية وعنف الشرطة غير المبرر. وفي بريطانيا، وبعد ساعات من التجمع السلمي، اندلعت صدامات نهاية النهار عند مشارف داونينغ ستريت في وسط لندن، وجرى رمي مقذوفات وزجاجات باتجاه الشرطة التي سعت إلى تفريق المتظاهرين. وكان المتظاهرون الذين قدّروا بالآلاف تجمعوا أمام مقر البرلمان غير البعيد، رافعين لافتات تستعيد شعار «حياة السود «. وكانوا بغالبيتهم يرتدون الكمامات في غالبية الأحيان ولكن من دون احترام قواعد التباعد. وباء آخر وردد المتظاهرون في لندن إنّ «المملكة المتحدة ليست بريئة»، وأدوا دقيقة صمت راكعين ورافعين الأيدي، قبل أن يتوجه بعضهم نحو السفارة الأمريكية. وكان المشهد مشابها في مدينة مانشستر (شمال-غرب)، إذ تجمع الآلاف من أجل «وضع حد للعنصرية» التي وصفت بأنّها «وباء» آخر. أمل في التغيير وفي أستراليا تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد رافعين لافتات كتب عليها «لا أستطيع التنفس» في إشارة إلى كلمات جورج فلويد الأخيرة بعدما بقي نحو تسع دقائق يعاني من وضع الشرطي ركبته فوق عنقه إثر توقيفه لمخالفة بسيطة. وفي فرنسا - حيث أحيت المأساة الأمريكية ذكرى آداما تراوري ذي الأصول الإفريقية والذي توفي في 2016 بعد توقيفه من قبل الدرك الفرنسي، جرى تنظيم تحركات في عدد من المدن تنديداً «بالعنصرية» و»الإفلات من العقاب السائد» في صفوف القوى الأمنية.