تعهد جو بايدن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية بمحاربة العنصرية، والكفاح من أجل إجراء إصلاحات داخل جهاز الشرطة، بعد وفاة المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد الشهر الماضي على يد شرطي. وأضاف بايدن الذي كان نائبا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما -في مقال نشر في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" - أن "هناك حاجة لسياسة محددة وملموسة طال انتظارها لإنهاء العنصرية الممنهجة"، متعهدا بإنشاء لجنة مراقبة وطنية للشرطة، في حال فوزه بالانتخابات، خلال 100 يوم من توليه الرئاسة. وأدت وفاة فلويد "46 عاما" إلى اندلاع احتجاجات عارمة وغير مسبوقة منذ عقود في الولاياتالمتحدة للتنديد بعنف الشرطة وبالعنصرية وسوء معاملة الأميركيين من أصول أفريقية. وقد ألقي القبض على أربعة ضباط، ويواجه أحدهم اتهامات بالقتل، وهو الذي وضع ركبته على رقبة فلويد، في حين يواجه الآخرون اتهامات بالمساعدة والتحريض. ورأى المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة أن ثمة حاجة "لتطبيق الشرطة المجتمعية الحقيقية، والتأكد من أن كل إدارة شرطة في البلاد تقوم بمراجعة شاملة لمن يجري توظيفهم وتدريبهم.. مع قيام الحكومة الفدرالية بتوفير الأدوات، والموارد اللازمة لتنفيذ الإصلاحات". ودعا بايدن "77 عاما" الكونغرس لاتخاذ إجراءات فورية لحظر استخدام الخنق في عمليات التوقيف التي تقوم بها الشرطة، ووقف نقل الأسلحة الحربية إلى قوات الشرطة المحلية، ووضع معيار نموذجي لاستخدام ضباط الشرطة للقوة. وأضاف المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة أنه وعد عائلة جورج فلويد بأنه "لن يصبح مجرد هاشتاغ آخر". انتقاد ترامب وكان جو بايدن قد شن في الأيام الماضية هجوما على طريقة تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الاحتجاجات الجارية في البلاد، والمنددة بالعنصرية وعنف الشرطة تجاه المظاهرات، متهما إياه "بتحويل البلاد إلى ساحة حرب تهيمن عليها مشاعر قديمة ومخاوف جديدة"، وقال بايدن إن الرئيس مهتم بتلبية رغبات قاعدته الانتخابية المحافظة على حساب سائر الشعب. وفي سياق متصل، أظهر استطلاع رأي أجرته قناة "سي إن إن" الأميركية تفوق بايدن على ترامب في المنافسة على الانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فقد حصل بايدن على 51% من عدد الناخبين مقابل 41% للرئيس الحالي. ويعكس ذلك تحولا كبيرا في حجم الدعم لبايدن الذي كان يحظى ب 48% منه، مقابل 43% لترامب في استطلاع أجري شهر أبريل الماضي. مظاهرات مناهضة للعنصرية تجتاح أوروبا وأستراليا وتونس خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع بمدن أوروبية وأسترالية، للتعبير عن تأييدهم للاحتجاجات الأمريكية ضد ما وصفوه ب"وحشية الشرطة". وتعكس الاحتجاجات المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم تصاعد الغضب إزاء معاملة الشرطة للأقليات وهو الأمر الذي أثاره مقتل جورج فلويد في مدينة منيابوليس الأمريكية يوم 25 ماي بعد أن جثم ضابط شرطة بركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبا. وشهدت أوروبا موجة غير مسبوقة من المظاهرات المناهضة للعنصرية شهدت خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع. ففي العاصمة البريطانية لندن، احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة مبنى البرلمان البريطاني وهم يرتدون كمامات الوجه وسط تهديد فيروس كورونا المستجد ورفعوا لافتات وهتفوا قائلين "لا عدالة لا سلام لا للشرطة العنصرية". وحظرت السلطات في العاصمة الفرنسية باريس المظاهرات التي كانت مزمعة خارج مبنى السفارة الأمريكية وفي البقع الخضراء القريبة من برج إيفل. إلا أن مئات من المتظاهرين، كان بعضهم يحمل لافتات عليها عبارة "حياة السود مهمة"، تجمعوا في ساحة الكونكورد القريبة من مبنى السفارة. وفي برلين، اكتظت ساحة الكسندر في وسط العاصمة الألمانية بالمتظاهرين، وأقيمت مظاهرات احتجاجية أخرى في هامبورغ. وفي تونس نظم عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية ، أول أمس مظاهرة احتجاجية ضد "الجرائم العنصرية وسياسات التهميش والعنف" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك تزامنا مع تصاعد موجة الاحتجاجات على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، على يد الشرطة. وذكرت تقارير اعلامية أن أكثر من 300 شخص، بينهم عدد من أفراد جاليات الدول الإفريقية المقيمين في تونس شاركوا في هذه المظاهرة، التي جرت في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس. ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات تندد بجرائم العنصرية وبسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، منها "تونس بلا عنصرية"، و"أمريكا هي هي أمريكا عنصرية"، و"يا ترامب يا جبان أين حقوق الإنسان". وقام عدد من الطلاب الأفارقة بتجسيد مشهد الاعتداء، الذي مارسته الشرطة الأمريكية ضد الأمريكي من أصول افريقية جورج فلويد، وسط ترديد عبارة "لا أستطيع التنفس"، التي قالها قبل وفاته. ومنذ 26 ماي الماضي، تشهد الولاياتالمتحدة احتجاجات على مقتل فلويد، تحولت لاحقا إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة لتتوسع رقعة الاحتجاجات الى عدة دول في العالم المنددة بالحادثة والرافضة لأشكال العنصرية.