صرح المجاهد الجزائري ذو الأصول الأوروبية الدكتور بيار شولي «انه لم يندم أبدا على تبنيه قضية الشعب الجزائري من أجل تقرير وانضمامه هو وعائلته المبكر إلى صف الكفاح والنضال تحت جناح جيش التحرير الوطني.» من أجل جزائر مستقلة متحررة من الاستعمار الفرنسي. نزل المجاهد بيار شولي وحرمه المجاهدة كلودين، أمس ضيفان على مركز الصحافة «المجاهد» بمناسبة حفل تكريمهما نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع بلدية الجزائر الوسطى . جاءت هذه الالتفاتة الطيبة التي تدخل في إطار الاحتفالات بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر، لتقديم الكتاب القيم الذي ألفه الدكتور شولي وزوجته والذي يشرح بالتفصيل كيفية اختيارهما الانضمام إلى النضال والاندماج بلا تردد في معركة تحرير وبناء الجزائر . وجاء الكتاب المزدوج التأليف، تحت عنوان «اختيار الجزائر، صوتان وذاكرة»، الصادر عن منشورات «البرزخ» للإجابة عن أسئلة لماذا ومتى قرر الزوجان شولي وكلودين دخول الكفاح من أجل إعلاء صوت الجزائر والمساهمة في تحريرها من الاستعمال الفرنسي الذي ظل يردد أشياء ما انزل الله بها من سلطان عن احتلاله للبلد الأمين. ورد المجاهد الدكتور شولى على من يصفوه هو وأمثاله من الأقدام السوداء الذين شاركوا في ثورة نوفمبر 1954 ب«حركي الآفلان» قائلا: «نحن ولدنا في الجزائر، وعشنا فيها وكانت لنا أحلامنا، أفراحنا، وأحزاننا مرتبطة بهذا الوطن المفدى نحن أيضا جزائريون ونفتخر بهويتنا ونتمسك بها». وأعرب المتحدث عن أمله في أن: «يبقى الجيل الجديد وفيا لمبادئ نوفمبر 54، ناصحا إياه بإيجاد حلولا جديدة لبناء غد الجزائر». بخصوص التكريم قال: «نحن نشكركم جزيل الشكر على كل ما قمتم به من أجلنا، لكنه ليس من الممكن لأي عمل كان أن يكتمل، دون أن نذكر كل ألاف المنسيين الذين عملوا وناضلوا بجهد وتفان من أجل تحرير واستقلال الجزائر»، مؤكدا انه لا وجود للكتاب بدونهم. وعبر المتدخلون بالمناسبة كالمؤرخ محمد عباس والمجاهد رضا مالك، من جهتهم عن العمل البطولي والتضحيات الجسيمة التي قدمتها عائلة شولى للجزائر قبل وبعد استقلالها، منوهين بالشجاعة الكبيرة والالتزام الكبير الذي تمتعوا به والمستوحى من جزائريتهم العميقة. والجدير بالذكر، أن هذه الالتفاتة التي وجدت الصدى الكبير جاءت لترفع الستار على وجوه أخرى من وجوه ثورة التحرير الوطني، كي يعرف الجيل الجديد أن هذا الثورة احتضنت أيضا شباب وشابات من أصل فرنسي، تمردوا على الطغيان وظلم المستعمر. وأجمع الحضور الكبير من مناضلين ومناضلات أمثال رئيسي الحكومة الاسبقين رضا مالك وبلعيد عبد السلام والمحامي والمجاهد عمار بن تومي والمجاهدة والمحامية مريم بن ميهوب زرداني، على أن الزوج شولي يعد «رمزا من رموز النضال التحريري وشهادة حية عن عظمة الثورة الجزائرية التي استطاعت بشرعية نضالها وسمو مبادئها أن تجلب إليها مناصرين من أصول فرنسية» اقتنعوا حتى الثمالة وجود وطن في التاريخ القديم والحديث ساهم في الحضارة الإنسانية اسمه الجزائر. وأن هذا الوطن وجد ليبقى حرا شامخا لا تقوى فرنسا او غيرها النيل منه مهما كان الظرف والتحدي.