أكد الباحث في الواقع الافتراضي والأنظمة الذكية محمد لطفي مخناش، أن التكنولوجيات الجديدة تلعب دورا كبيرا في تطوير أداء المؤسسات، من خلال المنصات الرقمية التي توفرها كالأنظمة المعلوماتية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الشركات الناشئة «التحويلية» يمكنها أن تلعب دورا هاما في الخطة الوطنية للإنعاش الاقتصادي لما لها من أثر كبير على الاقتصاد، وبإمكانها أن تصبح وطنية أو دولية في مدة زمنية صغيرة. اعتبر المهندس مخناش صاحب المنصة الرقمية الموضوعة تحت تصرف وزارة الصحة لمكافحة فيروس كورونا، أن التكنولوجيا تلعب دورا هاما في تعزيز التنمية الاقتصادية، نظرا للخصائص المتميزة التي تتمتع بها، فتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثلا واسعة الانتشار تتخطى الحدود الجغرافية والسياسية للدول، مضيفا أنها تمتاز بكثرة وتنوع المعلومات والبرامج فهي تعد مصدرا هاما للمعلومات ومتاحة في أي مكان وزمان وبتكلفة منخفضة سواء للأفراد أو المؤسسات الاقتصادية بمختلف أنواعها أو للحكومات، معتبرا أنها تلعب دورا كبيرا في تطوير أداء المؤسسات من خلال المنصات الرقمية التي توفرها كالأنظمة المعلوماتية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وأيضا في تفعيل وترقية العنصر البشري من خلال البرامج التعليمية التي تعتمدها، لذلك بحسبه لابد من الاهتمام بهذه التكنولوجيا وتطوير استخداماتها بشكل فعال، مع تدريب وتعليم الأفراد على استعمالها، وتوعيتهم بأهميتها في التنمية والتطور الاقتصادي، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمع. وبخصوص دور المؤسسات الناشئة في الخطة الوطنية للإنعاش الاقتصادي، والشروط والآليات التي تسمح لها المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، أبرز مخناش أن الشركات الناشئة التي يمكنها أن تلعب دورا هاما في الخطة الوطنية للإنعاش الاقتصادي هي الشركات الناشئة «التحويلية»، التي لها أثر كبير على الاقتصاد، وتهدف إلى أن تصبح وطنية أو دولية في مدة زمنية صغيرة. وذكر مخناش، أن الشركات الناشئة التحويلية بإمكانها إحداث نمو اقتصادي مع رفع التحديات التكنولوجية من خلال خمسة عناصر، فهي تساهم في التقدم التكنولوجي، حيث تركز الشركات الناشئة بشكل أكبر على التقنيات الجديدة والابتكار المتطور على عكس الشركات القديمة التي تعتمد على الابتكار التدريجي، وخالية من بيروقراطية الشركات متعددة الطبقات، معتبرا أن الشركات الناشئة أكثر مرونة وقادرة على بناء فكرة في منتج وتحسينها، بناء على طلب المستهلكين من خلال اتخاذ القرار بشكل أسرع، أما عن رهانها المرتفع فهو أداة تحفيزية للموظفين للقيام بكل ما يلزم للنجاح. أسواق جديدة وتعزيز إنتاج السلع والخدمات وأشار مخناش إلى دور تلك الشركات في فتح أسواق جديدة، حيث تنشئ الشركات الناشئة أسواقا جديدة أو تحول الأسواق القديمة كليا من خلال تقديم منتجات تغير العالم. فالشركات العملاقة مثل: «أبل» و'فايسبوك»و«غوغل» كانت صغيرة الحجم ولكنها جد طموحة مما جعلها أكبر الشركات العالمية، موضحا أن التكنولوجيات الحديثة غالبا ما تخلق فرصا تستفيد منها الشركات الناشئة التي تقوم بدورها في خلق قيمة مضافة عن طريق فتح سوق جديد، مما يزيد في روح المنافسة ويدفع الاقتصاد للتطور. واعتبر مخناش أن الشركات الناشئة تعزز إنتاج السلع والخدمات وفقا للخبراء في مجال التكنولوجيا فإن الشركات الناشئة لديها تكنولوجيا أعلى، وهذا ما يزيد من إنتاج السلع والخدمات، مستشهدا بتقرير صدر عام 2017 عن مركز الدراسات الاقتصادية في مكتب الإحصاء الأمريكي، تبين أن الشركات التي لديها ناتج نمو مرتفع هي شركات ناشئة حيث تقدم مساهمات جد عالية في نمو الإنتاج والإنتاجية. وأضاف أن الشركات الناشئة تزيد في عدد العمالة، ففي تقرير صادر عن معهد السياسات التقدمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلص إلى وجود ارتفاع نمو وظائف القطاع الخاص بشكل ملحوظ في المناطق التي يكون فيها عدد الشركات الناشئة مرتفعا، على النقيض من المناطق ذات العدد القليل من الشركات الناشئة التي تشهد أقل من نصف نمو الوظائف. وقال إن للشركات الناشئة تأثيرات محلية مباشرة، حيث تمتلك ميزة التغيير المباشر في المدن التي توجد فيها، مثل التحويل الاقتصادي الذي سببته شركة «ميكروسوفت» في «ريدموند» و»غوغل» في كاليفونيا، فهذه الشركات بحسبه تخلق الثروة وتستقطب الباحثين عن فرص العمل من الخريجين والمهنيين ذوي الخبرة. وأفاد مخناش أن الشركات الناشئة هي محرك النمو الاقتصادي، لذا يجب على السلطات العمومية البحث عن طرق لتعزيز المنافسة ومساعدة أصحاب المشاريع التحويلية وتمكين المؤسسات الناشئة التحويلية من ولوج الاقتصاد الوطني، عن طريق استيراد سياسات واستراتيجيات أثبتت نجاحها في دول أخرى واعتمادها بعد تصفيتها وضبطها وفقا للجانب الثقافي والاجتماعي الخاص بالمجتمع الجزائري.