تعرف العديد من أحياء بلدية الرويبة مشاكل تنموية، الأمر الذي أثّر سلبا على قاطنيها، بسبب غياب برامج التنمية المحلية من جهة، وكذا التهميش والتسيب واللاّمبالاة التي يعتمدها المنتخبون المحليون في حق السكان، الذين يعانون بسبب الأوضاع الكارثية التي آلت إليها أحياؤهم. لا يزال سكان بلدية الرويبة وخاصة القاطنين في «مناطق الظل»، ينتظرون تحرّك الجهات الوصية وبعث مشاريع تنموية قادرة على إخراجهم من قوقعة التهميش، لاسيما مشكل انعدام الماء الشروب والغاز والتهيئة الحضرية، وحل مشكل النقص في المرافق الجوارية والخدماتية التي تعد أكثر من ضرورية. للوقوف أكثر على هذه النقائص، قامت «الشعب» بجولة استطلاعية رصدت خلالها أهم مطالب وانشغالات السكان. الانطلاقة كانت من حي «السباعات» الذي يعرف نقصا فادحا في الهياكل التربوية، فالحي ورغم كثافته السكانية يخلو من متوسطة وثانوية، الأمر الذي استاء له أولياء التلاميذ، الذين طالبوا بضرورة تدارك هذا النقص الذي أصبح مشكلا حقيقيا، ويتسبّب في اكتظاظ كبير على هذه المرافق التربوية القليلة جدا بالمنطقة. كما اشتكى السكان من انعدام التهيئة الحضرية، وبالتحديد ما يتعلق بالطرق التي تعرف حالة جد متقدمة من التدهور، حيث عبّروا ل «الشعب « عن تذمّرهم من سياسة اللاّمبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية تجاه مطالبهم، خاصة وأنّهم قاموا في العديد من المناسبات برفع شكاوى للمجلس البلدي من أجل إعادة تهيئة الطرق، إلاّ أن مطلبهم لم يجد آذانا صاغية لحد الآن. كما يعاني حي المرجة بالرويبة نقائص بالجملة أثّرت سلبا على حياة قاطنيه، حيث يفتقد للكثير من المرافق الهامّة والضرورية نتيجة عدم برمجة مشاريع تنموية به، وتقاعس المسؤولين المحليين الذين تجاهلوا مطالب السكان المتعلقة أساسا بالتهيئة الحضرية، حيث يعاني الحي من تدهور شبكة الطرق، بالإضافة إلى غياب المرافق الخدماتية والصحية كقاعة للعلاج، مركز للبريد وملحقة إدارية والإنعدام التام للمرافق الترفيهية ومساحات للعب الأطفال. بدورهم سكان حوش «قاسطو» يطالبون بتسوية وضعيتهم وربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي، الذي يعد مشكل الأحواش المنتشرة عبر ربوع بلدية الرويبة، والتي تحتاج الى حلّ في اقرب الآجال بعد معاناة دامت لسنوات، وهي اليوم تنتظر التفاتة من المسؤولين لتسوية الوضعية إمّا بمنح قاطنيها عقودا ملكية أو إعادة إسكانهم. وفي هذا الصدد، جدد سكان حوش «قاسطو» مزرعة شعيب مطالبهم بضرورة التعجيل في تسوية وضعيتهم ومنحهم عقود ملكية لسكناتهم أو إدراجهم ضمن عمليات إعادة الإسكان القادمة. من جهة أخرى، لا يزال سكان هذا الحوش يعانون من غياب مادة الغاز، ولم يستفيدوا إلى حد الآن من ربط منازلهم ممّا يضطرهم للبحث في رحلة طويلة عن غاز البوتان، متحمّلين شقاء حملها لمسافات طويلة، وأحيانا يضطرون للتنقل للمناطق المجاورة نتيجة ندرة قارورات البوتان أو غلاء أسعارها. كما يعاني السكان من مشكل غياب خطوط النقل من والى الحوش، ممّا جعلهم يعيشون في عزلة تامة، وعليه يناشد هؤلاء السلطات المعنية التفافة لمطلبهم، وفتح خطوط نقل لتسهيل تنقلاهم اليومية وفك العزلة عن منطقتهم. انعدام الكهرباء، غياب الغاز والماء ناشدت العائلات القاطنة بتجزئة «لكادات» ببلدية الرويبة، والي العاصمة يوسف شرفة، التدخل لربط حيهم بشبكة المياه الصالحة للشرب الغائبة عن حنفايتهم لسنوات عديدة، ما جعلهم يستعينون بصهاريج المياه التي يشترونها بأموالهم الخاصة، كما طالبوا السلطات بربط سكناتهم بمادة الغاز الطبيعي وإنهاء معاناتهم في إقتناء غاز البوتان. وطرح سكان التجزئة مشكل تأخر ربط سكناتهم بشبكة الكهرباء لسنوات، ما دفع الكثير منهم إلى الإعتماد على التوصيلات العشوائية لربط منازلهم بالتيار الكهربائي، على الرغم من نداءاتهم وشكاويهم المتكررة، إلا أن الأمر بقي يراوح مكانه رغم تلقي العديد من الوعود التي بقيت مجرد كلام.