قامت إثيوبيا ب»ملء سد النهضة في مرحلته الأولى»، رغم الدعوات من جهات مختلفة في مقدمتها مصر، بألا تبادر بأي خطوة في هذا الاتجاه حتى التوصل لاتفاق بخصوصه. وتزامن الإعلان الإثيوبي مع قمة أفريقية افتراضية عقدت بهذا الشأن لحل الأزمة، دعت لاستمرار المفاوضات. رغم التحذيرات المصرية، قررت إثيوبيا المضي قدما في مشروعها، حسب ما أعلنت عنه الثلاثاء أديس أبابا، التي قالت إنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء خزان السد على نهر النيل. وقال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في بيان: «بات من الواضح في الأسبوعين الماضيين خلال موسم الأمطار أنه تم تحقيق ملء سد النهضة في مرحلته الأولى». في المقابل، أفضت القمة الإفريقية المصغرة التي عقدت أمس الأول، لبحث سبل تقريب وجهات النظر حول الخلاف القائم بشأن سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان إلى تفاهم على إجراء مزيد من المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي مع التركيز على منح الأولوية خلال اللقاءات المقبلة لبلورة اتفاق «قانوني ملزم» بشأن قواعد ملء وتشغيل السد الذي تبنيه إثيوبيا. وشارك في أشغال القمة الإفريقية المصغرة التي عقدت عبر تقنية الفيديو، نظرا لجائحة كورونا، فضلا عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسي وزراء اثيوبيا آبى أحمد والسودان عبد الله حمدوك، رئيس جنوب إفريقيا الذى ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، إضافة إلى خمسة مراقبين من الاتحاد. مواصلة التفاوض وعقب اختتام أشغال القمة، توالت التصريحات والبيانات الرسمية التي أجمعت في مجملها على توافق الأطراف المعنية على مواصلة التفاوض لتحقيق تقدم على صعيد القضايا العالقة، مع التشديد على ضرورة إيجاد «حلول إفريقية للمشاكل». كما خلص المشاركون في القمة المصغرة إلى أهمية التركيز خلال المفاوضات القادمة على منح الأولوية لبلورة «اتفاق قانوني ملزم» بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي باشرت إثيوبيا عملية بنائه على النيل الأزرق في أبريل 2011، بغرض استغلاله لتوفير الطاقة لمواطنيها. وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب. بينما تؤكد إثيوبيا أن المشروع «حيوي» لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في إفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميغاوات. ويمتد مشروع سد النهضة على مساحة تبلغ 1800 كيلومترمربع، ويبلغ ارتفاعه نحو170 متر، ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا ويعمل في إنشاء السد نحو 8500 شخص على مدار 24 ساعة. وتصل السعة التخزينية للسد نحو 74 مليار متر مكعب، وهي تساوي تقريبا حصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل.