نعى الأستاذ احمد خوصة، مدير المسرح الجهوي لولاية بسكرة، رحيل الفنانة نورية، مشيرا إلى ان الساحة الثقافية ببلادنا فقدت برحيلها ذاكرة فنية تاريخية للمسرح الجزائري، كونها إحدى أهم رواده وصناع تاريخه المجيد. أكد الأستاذ خوصة، في تصريح لجريدة «الشعب»، ان الكبار يرحلون تباعا يغادرون بصمت وكأنهم يقولون لم يبق لنا ما نقدمه خذوا المشعل، عليكم ان تكونوا أحسن منا، هذه هي الحياة أناس يذهبون وآخرون مقبلون، بهذه الكلمات رثى مدير مسرح بسكرة رحيل المبدعة المسرحية القديرة نورية، مؤكدا انها قدمت الكثير للفن والمسرح بصفة خاصة، عبر مسيرة فنية زاخرة بالإنجازات رغم أنها دخلت الى العالم الفني بصدفة واكتشفها مصطفى بديع، وهو من أطلق عليها اسم نورية، لأن اسمها الحقيقي خديجة. أشار خوصة إلى ان الراحلة تعتبر من أوائل السيدات التي اقتحمن عالم الفن في وقت كان ينظر فيه لدخول المرأة عالم الفن كطابو وخروج عن المألوف والعادات والتقاليد، التي كسرتها نورية بأدب وآخلاق فنية عالية عكستها أدوارها الملتزمة والجادة والهادفة، يضيف المتحدث. لعبت الراحلة، يضيف خوصة، أولى أدوارها رفقة عبد الرحمان عزيز، عام 1945، رغم أن زوجها عارض الفكرة وبشدة قبل ان يرضخ للأمر، نظرا لغياب إحدى الممثلات فلم يكن أمامهم سوى اقناع نورية بأداء دورها لتعويض غيابها لتكون انطلاقتها في عالم الفن الذي تركت فيه بصمتها الخالدة. ويعتبر بحسب خوصة الفنان مصطفى بديع من بين أكثر مشجعيها على مواصلة التمثيل الذي هجرته لفترة بسبب رفض زوجها لتكون ممثلة، قبل أن يظهرا معا على خشبة أوبرا الجزائر سابقا المسرح الوطني حاليا، في عمل مسرحي مشترك لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا. أضاف خوصة أن العملاق محيي الدين بشطارزي كان بصدد البحث عن ممثلات تقوم واحدة منهن بدور امرأة بدوية تتكلم باللهجة الوهرانية، فرشحها الفنان القدير مصطفى بديع للدور، وعندما دخلت نورية على بشطارزي نظر إليها وقال لعبد الرحمان عزيز طلبت منك بدوية، ماشي ماريكانية يا سي عزيز، فردّت ضاحكة أنا بدوية، وقامت بالدور أمام الفنانتين الكبيرتين كلثوم ولطيفة، لتأسر قلوب الجمهور وتنال اعجاب زملائها.