قامت ''الشعب'' باستطلاع لبعض قاعات سينما العاصمة لمعرفة وجهة نظر مسيريها وموظفيها حول التحولات التي تعرفها ونوعية المهور الذي يقصدها. وأكّد السيد الهادي مسيّر سينما الهلال والنصر بشارع الحرية بالعاصمة، أنّ واقع قاعات السينما لا يبشّر بالخير، فالجمهور غادر القاعات فالقاعة التي تضم 300 مكان لم يعد يقصدها في المتوسط سوى 70 متفرجا في العرض. وقال المتحدث الذي يحتفظ بذكريات جميلة عن سنوات الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات، أنّ القنوات الفضائية وانتشار أفلام الأقراص المضغوطة و''دي في دي'' قد أثّر على مردود القاعات كثيرا، ونحن اليوم نعاني كثيرا. ويعتبر هذا الوضع الجديد أحد أكبر العوامل التي جعلتنا نتخلى عن التعامل مع أفلام 35 ملم، التي يطالب أصحابها بنصف المداخيل، وهو ماجعلنا نتّجه لاستعمال أشرطة الفيديو من قبل ''دي في دي'' حاليا، فالمصاريف كثرت والمداخيل قلّت، فنحن نشغّل عمالا ولنا التزامات تجاه ديوان حقوق المؤلف والضرائب أمام تذاكر لا يتجاوز سعرها 60 دج و75 دج للشرفة. وأكد ''ع مراد'' موظف بقاعة سينما الجزائرية التي خضعت لعدة ترميمات جراء تسرب المياه، أنّ نشاط القاعة ممتاز في السنوات الأخيرة حيث تكتظ القاعة، ولكن أشير إلى نقطة هامة ''من خلال تجربتي في العمل، الجمهور معظمه من الشباب وأغلبهم لا يولون اهتماما لمشاهدة الأفلام، حيث اطلعنا على واقع مزري لا نستطيع الحديث عنه في هذا المجال''. وتبقى الفترات الزاهية عند عرض أفلام الأطفال الصغار على غرار ''أفتار''، الذي جلب أعداد قياسية وهو ما جعلني أشعر بأنني في السينما حقيقة. وتحتفظ السينما ببث أفلام 35 ملم، وهو ما يضفي عليها ميزة خاصة بالمقارنة مع الكثير من القاعات الأخرى، ويذكر أن سعر التذاكر بين 100 للقاعة الكبيرة و200 دج للشرفة. وأكد ''جعفر ح'' 42 سنة عن شوقه لسنوات الثمانينات، حيث ''نتذكّر الأوقات الجميلة التي كنّا نقضيها في السينما مع الزملاء، وأتذكّر أفلام حسان طاكسي وعمر قاتلتو'' والأفلام الهندية، وأذكر أنّه في بعض الحيان ومن كثرة الجمهور كانت الشرطة العسكرية تتدخل لتنظيم الدخول''. وتأسّف المتحدث لواقع السينما حاليا من خلال هجرتها من قبل الجمهور، وفقدان نكهة الترفيه بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية، فالكل يشتكي من غلاء المعيشة، والحديث عن الترفيه أو تغيير الجو بات من المستحيلات.