[Image]حلم المونديال عاد الى أذهان الجمهور الجزائري مرة أخرى بعد الفوز الساحق في المباراة الأولى للتصفيات المؤهلة لأكبر عرس عالمي لعام 2014 بالبرازيل، حيث أن الكل ينتظر أن يؤكد أشبال المدرب هاليلوزيتش هذه »الطفرة« في مباراة يوم الغد بواغادوغو أمام المنتخب المالي، التي تعد حاسمة لكلا الفريقين. فالوضعية الحالية لهذه المجموعة ال (8) تفرض حصد أكبر عدد ممكن النقاط من أجل الحفاظ على حظوظ التأهل، خاصة بالنسبة “للخضر” الذين وجدوا الوصفة المثلى لمواصلة التصفيات في ظروف جيدة بعد البداية الموفقة. لكن الطريق مازال طويلا ويفرض التركيز الى غاية المباراة الأخيرة، مع العلم أن كل خطوة هامة للغاية، حيث أن موعد واغادوغو سيكون المنعرج لرؤية أوضح، أين تم اتخاذ كل الاجراءات التي تسمح للفريق الوطني الخروج بنتيجة مرضية. امتصاص الضغط.. هاليلوزيتش يعرف جيدا كيف يسير الضغط والارهاق، من خلال منحه ليومين راحة للمجموعة قبل أن تعود الى التدريبات التي كانت خفيفة مقارنة بما عمل به في الفترة السابقة، حيث تنقل الفريق الوطني يوم أمس بدون لاعبين فقط وهما رماش وشعلالي، في حين عاد بوقرة وقديورة الى التشكيلة وسيكون هذا الثنائي بدون شك معني بمباراة يوم الغد، بالنظر لطابعها وخبرة كل منهما لمحاولة إعطاء الإضافة التي ينتظرها الطاقم الفني. وبالرغم من أن المباراة تجري خارج الديار، إلا أن المدرب الوطني لايفكر في تدعيم الخط الدفاعي ووسط الميدان.. وإنما سيلعب ورقة الهجوم بنسبة معتبرة، حسب ما صرح به في الندوة الصحفية التي عقدها في بحر الأسبوع الماضي. ومن خلال ملاحظات المتتبعين، فإن التشكيلة التي خاضت المباراة الأولى أمام رواندا ستكون بنسبة كبيرة نفسها، مع إحداث بعض التغيرات بإدخال بوقرة ربما في مكان مجاني، مما يعطي للثنائي بوقرة بوزيد اللعب سويا لكبح حملات الفريق المالي. في حين أن في الهجوم، فإن كل المعطيات تصب في نقطة تقديم ثلاثي في هذه المنطقة والمشكل من بودبوز قادير فغولي، بالنظر »للفورمة« التي يوجد عليها والثقة التي وضعها الهدف، خاصة بودبوز الذي أصبح دوره مهما للغاية كصانع ألعاب، كما أن فغولي يلعب تقريبا نفس الدور الذي يؤديه في ناديه فالنسيا الإسباني، ويبقى قادير الورقة الرابحة في كل الوضعيات نظرا لطابع لعبه. تغييرات طفيفة على التشكيلة وبالتالي فإن الجمهور الجزائري سوف ينتظر تقريبا نفس التشكيلة التي يسعى الطاقم الفني الى إعطائها التنسيق الأفضل مع مرور المقابلات.. خاصة أمام مالي المدعم بعناصر كبيرة عليها تدارك ما فاتها في البنين للعودة في المنافسة، كما أن الظروف المنتظرة في واغادوغو، رغم أن »الملعب محايد«، إلا أن القرب بين البلدين ووجود عدد كبير من الماليين في بوركينافاسو سوف يعطي الأسبقية في الحضور الجماهيري للفريق المالي، الذي يسعى للاستفادة من هذه النقطة ولو من الناحية البسيكولوجية بعد تغيير مكان إجرائها. إضافة إلى ذلك، فإن المعطيات القادمة من العاصمة البوركينابية تؤكد أن الحرارة جد مرتفعة هناك والتي بلغت (40!) درجة، مما قد يشكل بعض الصعوبات للاعبينا.. ولو أن توقيت المباراة الذي حدد ب ( 00 : 19 سا) بتوقيت واغادغو، أي ( 00 : 20 سا) بتوقيت الجزائر سيساعد نوعا ما بانخفاض طفيف للحرارة. ومن جهة أخرى، فلقد علمنا أن الاتحادية البوركينابية اتخذت كل الاجراءات التنظيمية من أجل انجاح هذا الموعد في ملعب يتسم بأرضية مقبولة نوعا ما وبدون شك، فإن خبرة هاليلوزيتش الطويلة في الميادين الافريقية ستكون جد حاسمة لدفع اللاعبين على بذل مجهود أكبر وعدم الاستسلام لأمور خارجة عن قاموس كرة القدم، حيث كان المدرب البوسني قد أعلن عنها في بداياته مع التشكيلة الوطنية، أين قال: »لا أريد لاعبين يصرحون بأشياء لا تعني كرة القدم كالحرارة المرتفعة وحالة أرضية الميدان«.. وما الفوز الذي عاد به زملاء قادير من غامبيا لخير دليل على هذه الفلسفة الجديدة في مسيرة »الخضر« والتي قد تتدعم غدا بفوز يعطي مصداقية أكثر لعمل هاليلوزيتش في الأهداف التي سطرها مع النخبة الجزائرية.