عرف الملتقى الوطني الأول حول شخصية عقبة بن نافع الفهري بمدينة سيدي عقبة، حضورا مكثفا للاطلاع على هذه الشخصية التي تركت بصماتها على عاصمة الزيبان وغيرها وتجهل من الكثير للأسف. ظهر هذا جليا من خلال تغطية «الشعب» للتظاهرة التي وعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله في كلمته على إحيائه كل سنة، داعيا إلى إشراك الأساتذة والطلبة الجامعيين بتقديم مقترحاتهم حول المواضيع التي من الممكن أن تناقش في هذه الملتقيات والندوات المقبلة. وزير الشؤون الدينية قال في الملتقى الذي يختتم اليوم بعد نقاشات مستفيضة رغم المداخلات الجافة التي طبعت الحدث، بأن شخصية «عقبة بن نافع الفهري هي نتاج جيل عظيم من الصحابة والفاتحين الذين يحملون فكر الحضارة والتحرير وكرامة الإنسان»، وأن «عقبة بن نافع الفهري» ليس شخصا عاديا، إنما «هو فكرة الإسلام التي تلقاها سكان إفريقيا بصدر رحب وحملوها إلى بقاع الأرض وكامل أوروبا وجزر البحر الأبيض المتوسط» وقال في هذا الشأن مؤكدا على هذه الفكرة «إذا ما أردنا أن نوفي حق هذه الشخصية الإسلامية من التحليل والنشر لما استطعنا ذلك»، وفي هذا السياق، دعا الوزير إلى إزالة الغبش والغموض بين الفتح الإسلامي الذي ساد بقاع الدنيا من أجل إعادة الاعتبار لكرامة الإنسان المسلوبة تحت مسميات عدة، وبين الغزو الاستعماري الذي تمارسه الدول من منطلق البقاء للأقوى، كما دعا إلى الإجابة على تساؤلات عدة كان أهمها «العلاقات المشكلة للملسمين الفاتحين وسكان الجزائر وشمال إفريقيا بصفة خاصة». من جهتهم، دعا الحضور إلى تسليط الضوء على هذه الحقب التاريخية، لأنها «استمرار لذاكرتنا وتوطيد لروابط التواصل بين الأجيال وإحياء لأمجاد الجزائر التاريخية والتعريف بأعلامها». أشاروا إلى أن هذا الملتقى يأتي بالتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وقالوا بأن يسكرة أحق لبعث من خلال هذا الملتقى روح السياحة التاريخية والسياحة الدينية عبر كامل ربوع منطقة عروس الزيبان. واعتبر جاري مسعود أن هذا الملتقى ناجح بقوله «هو نجاح مسبق له»، لاعتبارات عدة منها «أن المنطقة آوت كبار العلماء وتخرج منها كثير من الأقطاب الكبار والشهداء العظام والمجاهدين الأبطال». بينما دعا الشيخ عبد القادر عثماني في كلمته إلى إبراز اسم «الفاتح عقبة بن نافع» على المؤسسات الاقتصادية الكبرى والموانئ والأماكن التاريخية وتدريس شخصيته للتلاميذ والطلاب ضمن برامج المنظومة التربوية.