اللقاح وحده غير كاف لتجنّب الإصابة بفيروس كورونا دقّ مختصّون في منتدى التبادل بين الخبراء وطواقم الهياكل الصحية حول الاستعداد البدني للصيام خلال شهر رمضان، ناقوس الخطر من عدم اتباع مرضى السكري نصائح الطبيب المعالج الذي وحده يقرّر إذا كانت حالة المريض تسمح له بالصيام، مؤكّدين أن المصابين بالسكري يتعرّضون بكثرة الى المضاعفات الخطيرة بسبب النمط الغذائي الغني بالسكريات والدهون، وعدم الالتزام بالتعليمات الوقائية خلال هذا الشهر. أكّدت المديرة الفرعية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتورة جميلة ندير، خلال افتتاحها للندوة التحسيسية بفندق سوفيتال بالعاصمة، أنّ اجتماع المختصّين للحديث عن مخاطر داء السكري في شهر رمضان وكيفية تطبيق التوصيات العالمية لتفادي المضاعفات لدى مريض السكري المسموح له بالصيام، مضيفة أنّها فضاء هام لتكوين الأطباء والمختصين من خلال الحصول على المعلومات التي تخص تشخيص المريض واجراء تقييم شامل لحالته الصحية ومرافقة جميع المرضى طيلة أيام الشهر الفضيل. وقالت إنّ وزارة الصحة تطلق كل سنة مع اقتراب شهر رمضان حملة توعوية وتربوية لفائدة طاقم الهياكل الصحية والجمعيات والمرضى من أجل تحسيسهم بأهمية الالتزام بالاحتياطات اللازمة التي تساهم في تفادي التعقيدات الصحية فترة الصيام وبعدها، وتجنّب عوامل الخطر المرتبطة بتغير النمط الغذائي والانخفاض المتكرر في نسبة السكر، مشيرة إلى أهمية استشارة مرضى السكري للطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار الصوم من عدمه لتفادي تعرّضهم لمضاعفات قد تؤدي بهم للهلاك. وحذّرت ممثلة وزارة الصحة جميع المصابين بالأمراض المزمنة من عدم احترام قواعد الوقاية خلال الشهر الفضيل لتفادي الإصابة بعدوى فيروس كورونا، خاصة وأنّهم الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس، في حين أوضحت أن الصيام لا يضعف مناعة المصابين بالأمراض المزمنة، داعية إلى تجنب التجمعات والزيارات العائلية مع ضرورة الالتزام باحترام مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية، وخلصت إلى استقرار الحالة الوبائية في الوقت الحالي لا يعني زوال الخطر نهائيا، وارتفاع الإصابات مجددا يبقى غير مستبعد. من جهته، شدّد رئيس مصلحة الأمراض الداخلية، البروفيسور عمار طبايبية، على ضرورة تلقي مرضى السكري اللقاح المضاد لكورونا لتجنب حدوث المضاعفات، باعتبار أنّ هذه الفئة الأكثر تضررا بمخاطر «كوفيد-19»، مؤكدا أنّ التلقيح يمثل الى حد الآن السلاح الوحيد الذي يمكن استعماله للتغلب على الفيروس على ضوء عدم وجود دواء لعلاج المصابين وسرعة انتشاره بين المواطنين. وكشف البروفيسور طبايبية عن إصابة بعض المواطنين بفيروس كورونا بعد 15 يوما من أخذهم للجرعة الأولى من اللقاح، وذلك لعدم الاستمرار في تطبيق إجراءات الوقاية، اعتقادا أن اللقاح سيقدم لهم حماية عالية من الإصابة بالفيروس، قائلا إنّ اللقاحات لا تحمي 100 بالمائة من الإصابة بالفيروس، خاصة إذا لم يتلق الشخص الجرعة الثانية التي تساهم في تعزيز مناعته، داعيا الى مواصلة الالتزام بقواعد الوقاية وتجنب التراخي الذي ينتج عنه عدة مخاطر صحية. من جانبها، تطرّقت البروفيسور سامية زكري الى الحديث عن مرافقة المصاب بالسكري من فئة الشباب في شهر رمضان، وكيفية التعامل معهم وإيجاد الوسائل التي تمكّن الطبيب من تقييم ومراقبة حالة كل مريض بشكل يساهم في تقليل مخاطر الصوم، موضحة أن 50 بالمائة من الشباب الذين يعانون من السكري معرضون أكثر لمضاعفات المرض بسبب عدم أخد نصائح الأطباء بعين الاعتبار. وأضافت البروفيسور زكري، أن مرضى السكري الشباب بحاجة الى علاج تربوي للتكفل بهم وتحضيرهم لشهر رمضان، وتصنيف مخاطر الصوم حسب حالة كل شخص، والتي على أساسها يمكن أخذ قرار الصوم من عدمه، مشيرة الى أن المرضى الذين لديهم مخاطر معتدلة الى منخفضة يمكن لهم الصوم لكن مع الخضوع للمراقبة واتباع نصائح الأطباء.