مضاعفات خطيرة تهدد المصابين بالنوع الأول جدل واسع حول صيام مرضى السكري * جفاف الجسم يهددهم بالجلطة ككل سنة يطرح صوم مرضى السكري من عدمه جدلا واسعا بالنظر إلى خطورة المرض لاسيما من النوع الأول أي المرضى الذين يستعملون الأنسولين في علاجهم اليومي وبالنظر إلى الإحصائيات الرهيبة التي تشهدها الجزائر والتي تعكس تفشي المرض بشكل كبير انطلقت الحملات التحسيسية التي تضع شروطا لصوم هؤلاء وتمنع البعض نهائيا من الصيام بسبب المخاطر التي تهدد المصابين بالمرض. خ. نسيمة/ق. م يحذر الأطباء والمختصون في كل سنة من خطورة المغامرة التي يقوم بها بعض مرضى السكري لاسيما من النوع الأول بحيث يتعمدون أذية صحتهم بلجوئهم إلى الصيام وعدم تفويت تلك الشعيرة الإسلامية على الرغم من ترخيص الأطباء وكذا الأئمة بجواز إفطارهم لتجنب الضرر والخطورة التي يخلفها الصيام على فئاتهم خاصة وأن التجارب السابقة أدت إلى حدوث كوارث عبر مصالح الاستعجالات بالمستشفيات بسبب صيام هؤلاء لاسيما في فصل الصيف الذي يتطلب شرب الماء خصوصا لفئة مرضى السكري وطول ساعات الصيام قد يؤدي بهم إلى الخطورة وإلى جفاف الجسم والإصابة بجلطات مفاجئة لايمكن تداركها في الكثير من المرات من طرف الأطقم الطبية بسبب فوات الأوان وقد يدخل المريض إلى مصالح الإنعاش لفترة طويلة بسبب المضاعفات الخطيرة بسبب الصيام. كيف يصوم مرضى السكري من النوع الثاني؟ يعتبر وضع مريض السكري خاصاً في شهر رمضان ففيما يستحسن أن يمتنع عن الصيام خصوصاً مريض السكري من النوع الأول إلا أنه قد يصر على الصيام مع ما قد يترتب على ذلك من مضاعفات. ولا ينبغي الصوم لمرضى السكري من النوع الأول الذين يعانون نوبات ارتفاع أو انخفاض متكررة في السكر أو الاثنين معاً وكذلك بالنسبة لمريضة السكري الحامل. كما يُطلب من مرضى السكري بمختلف أنواعه الانتباه لأعراض انخفاض السكر التي تتضمن الصداع واضطراب الرؤية والوعي وحدوث رعشة بالأطراف والشعور بزيادة في ضربات القلب وفي الحالات الشديدة التشنجات. وعلى مريض السكري أن يقطع الصيام إذا شعر بأعراض انخفاض السكر وأن يتناول على الفور طعاما أو شرابا محلى كالعصير أو العسل أو أقراص غلوكوز لرفع مستوى السكر في الدم. وبشكل عام يُنصح مريض السكري من النوع الثاني بتأخير وجبة السحور مع تضمينها حصصا معتدلة من النشويات والبروتينات وكذلك الخضراوات أو الفواكه ولا بد من شرب المياه بكثرة وتجنب المشروبات السكرية والحلوة بأنواعها وأخيرا عدم زيادة جرعة العلاج بدون إستشارة الطبيب. حملات تحسيسية واسعة بكامل ربوع الوطن أجمع المتدخلون في لقاء نظم مؤخرا بولاية بومرداس على خطورة أداء شعيرة الصيام من طرف المصابين بداء السكري من صنف واحد خصوصا بسبب مضاعفاته الخطيرة الآنية والبعدية على صحة المريض الصائم. وأوصى الأخصائيون في اليوم الدراسي حول مرض السكري ورمضان بأهمية تقيد المرضى بنصائح الأطباء وعدم المغامرة بالصوم خلال الشهر الفضيل خاصة وأن الدين الحنيف يسر في المجال ورخص للمريض بالإفطار تفاديا للمضاعفات الفجائية والخطيرة على صحته. وأكدت الدكتورة سعدوني فتيحة رئيسة مصلحة الطب الداخلي بمستشفي الثنية في مداخلتها بأن المصابين بداء السكري من الفئة واحد أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة على صحتهم عند صومهم وتزداد خطورة ذلك إذا كانت إصابتهم بداء السكري قديمة لأنه مع تقادمها تضعف مختلف الأجهزة على مستوى جسم الإنسان المصاب. من جهة أخرى ذكر البروفيسور بومدين خالد من كلية العلوم البيولوجية بجامعة سيدي بلعباس في مداخلته بأن الصوم في فترة الصيف حيث تطول ساعات النهار (زهاء 17 ساعة في اليوم) تمثل خطرا حقيقيا على المريض خاصة جراء العطش وعدم أخذ الأدوية (الأنسولين) في وقتها المحدد. ويتسبب ذلك حسبما أكدته الدكتورة لاسات فريدة من المستشفى الجامعي بالجزائر العاصمة في جفاف الجسم ينجر عنه انهيار مفاجئ أو جلطة في المخ وفي الرئتين أو في القلب إضافة إلى المضاعفات الخطيرة التي ستظهر على المصاب بعد انتهاء شهر الصيام. ومن جهة أخرى دعا السيد محمد موكري رئيس جمعية مرضي السكري المنظمة للقاء في ندوة صحفية إلى ضرورة توفير الدعم لدار مرضي السكري ببودواو حتي تستعيد مهامها الأصلية التي أنجزت من أجلها و هي التكفل الجيد بالمصابين بداء السكري. وتضمن هذا اليوم الدراسي الذي عرف حضور عدد كبير من المرضى والأطباء إلقاء محاضرات متبوعة بنقاش حول (رمضان ومرض السكري) و (رأي الإسلام في صوم المصابين بالداء) و(تعريف مرض السكري ومضاعفاته على الصائم). وخصصت الفترة المسائية من هذا اللقاء لعمل ورشات متخصصة لمعالجة عدد من الانشغالات الصحية لمرضى السكري من كبار السن وأخرى للأطفال المصابين بالسكري.