بوزناد: نطمح لبناء فريق قوي.. والعمل سيكون على الأمد البعيد إسماع صوت الجزائر المكافحة إبّان الحقبة الإستعمارية، أوجب ضرورة محاربة المستعمر الفرنسي الغاشم بكل الطُرق في جميع المجالات، وبما أنّ كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم بالنّظر للعدد الكبير من جمهور المتتبّع لها لجأ القادة الثوريون إلى التفكير في إنشاء أندية مسلمة لدعم القضية الوطنية لإيصال صوت الجزائريين للخارج، وبتاريخ الإثنين 5 جويلية 1937 جاء ميلاد نادي الإتحاد الرياضي لمدينة الجزائر بعدما تأخر لقرابة سنتين بسبب عرقلة إدارة المُحتل بسبب التّسمية «الإتحاد الإسلامي لمدينة الجزائر»، لتبدأ بعدها الحكاية التي كان هدفها المباشر دعم القضية الوطنية والدين الإسلامي بعد التمييز الكبير، الذي كان في تلك الفترة بحرمان الجزائريين من المشاركة في الأندية الفرنسية التي كانت تنشط في البطولة في تلك الفترة. قدّم نادي الإتحاد الرياضي لمدينة الجزائر أكثر من 80 شهيدا ضحّوا بأرواحهم في سبيل تحرير الوطن من ويلات المستعمر الفرنسي من بينهم مدربين، لاعبين، مسيّرين وعدد كبير من المجاهدين الذين ساهموا في تأسيس وقيادة الفريق رغم الصعوبات التي واجهتهم. كان مرزوق مداد صاحب مقهى الرياضات رئيسا شرفيا، ومن أبرز المؤسّسين إلى جانب كل من لحمر علي المدعو زياد الذي كان رئيسا، مع تعيين الثّنائي بن ناصر لخضر، فرنان الطيب نائبين له، جلبت علي أمينا عاما وكمات أحمد مساعدا لهذا الأخير، الأمين العام للخزينة مداد أرزقي بمساعدة بوعراب عبد الرحمان والحاج العنقى، الذي قدّم الدّعم المادي من أجل الانطلاق في المشروع بالنظر للوضع المادي الصّعب في تلك الحقبة، وتدعّم المكتب المسيّر فيما بعد بكل من عمراني، حامز، لكحل باسطا، زناتي، شريفي، بلو الطاهر، بسعدي أرزقي، قاسمي رابح، زكار عبد القادر وزميرلي عبد الرحمان. التّغلّب على الضّغوط والعراقيل المادية.. بما أنّ الإتحاد كان ثاني نادي يُؤسّس في القصبة بعد مولودية الجزائر تمّ اللُّجوء إلى جازولي أحد المسيّرين في هذا الأخير بحكم معرفته بالقانون الخاص بالجمعيات لوضع اللوائح النهائية من أجل أخذ الإعتماد من إدارة المستعمر التي رضخت في النهاية وسمحت بتجسيد المشروع، كان المقر بشارع «ديفان» في تلك الفترة خلف مسجد كتشاوة، لأن الهدف كان واحدا والقضية تتعلّق بأرض مسلوبة من طرف مُحتلّ لا تربطه أية صلة بالإنسانية، عمل على تجريدها من شعبها الأصلي دون رحمة، حيث تمّ اختيار اللون الأحمر الفاتح والأحمر الداكن لقميص الإتحاد لأنّه يرمز لدم الشهداء، الذين سقطوا من أجل تحرير الوطن قبل أن يتم تغييره سنة 1945 إلى الأحمر الداكن تضامنا مع ضحايا مجاز 8 ماي والأسود لأنه يرمز للحداد. أول مشاركة للمولود الجديد ضمن البطولة في الدرجة الثالثة كان سنة 1938 بتشكيلة فتية، وكان يعاني من عدم امتلاكه لملعب لاستقبال الضيوف بسبب القوانين التي كانت تُفرض على الفرق لأنهم كانوا مُجبرين على إمضاء عقود لا تقل عن 5 سنوات، لكن المسيّرين اتّصلوا بإدارة نادي أولبيك بوانت بيسكاد «رايس حميدو حاليا»، تعاقدوا معهم لاستغلال الملعب مقابل 5000 فرنك سنويا. هذا المبلغ كان يدفعه محبو الفريق من بينهم الحاج محمد العنقى، الذي قدّم مداخيل الحفلات التي أحياها لصالح الإتحاد، ما سمح له بتحقيق المركز الثالث في أول موسم له بمشاركة اللاّعبين إبرير وزيتوني. تأزّم الوضع بسبب الأوضاع المعيشية والمضايقات التّعسّفية من قبل الإدارة الإستعمارية، جعلت المسؤولين في جبهة التحرير الوطني تعلن عن إضراب عام توقّفت خلاله كل الأنشطة بما فيها ممارسة كرة القدم، وكان ذلك سنة 1956، ما جعل القائمين على إتحاد العاصمة يوقفون المنافسة دعما لقرارات الممثل الشرعي للثورة التحريرية في تلك المرحلة لأن أغلب اللاعبين والمسيّرين حملوا السلاح والتحقوا بإخوانهم في الجهاد في صورة عمر ياسف، محمد خلدود، مصطفى بوديسة وحميد بن كانون. ومن أبرز الذين سقطوا في ميدان الشرف لحمر المدعو زياد، واقنوتي، دوادح، حلامي، لوشال، سلامة، لونس، ديمانة، ميكيري، بلكراوي، مايدي، بوصورة وعلي باسطا. للإشارة، فإنّ الفريق حقّق أول صعود في 1943 السنة التي تحول فيها إلى قطب من خلال فتح فروع أخرى في إختصاص كرة السلة، الملاكمة، الدراجات أشرف عليها كل من عبد الحميد عمراني وشرشاوي. وفي عام 1951 صعد النادي إلى القسم الأول من بطولة كرة القدم بقيادة المدرب مصطفى الكمال، الذي قاد المجموعة المتكونة من أسماء شابة في صورة كل من الإخوة عزوز، ربيع، عبد الكريم المدعو كريمو، شابري، بن حايك الذين ساهموا في التّتويج بأوّل الألقاب بالرغم من نقص الخبرة والتجربة بالمقارنة مع الأندية التي كانت تنشط في تلك الفترة. أوّل متوّج بالبطولة الوطنية بعد استقلال الجزائر واسترجاع السيادة الوطنية كاملة سنة 1962، كانت أوّل بطولة وطنية لكرة القدم في العام الموالي فاز بها الإتحاد ضد الجار مولودية الجزائر بنتيجة 3 مقابل 0 في عهد الرئيس الراحل أحمد بن بلة، لتكن الإنطلاقة فيما بعد نحو صناعة أمجاد هذا النادي العريق، الذي قدّم الدعم للثورة المجيدة بالرغم من غيابه عن منصّة التتويجات، إلاّ أنه يحمل في سجله 7 بطولات وطنية، 8 كؤوس للجمهورية، حيث انتظر الأنصار إلى غاية سنة 1981 من أجل تذوّق طعم ثاني الألقاب الذي أثرى سجل الإتحاد من خلال التتويج بلقب كأس الجمهورية بعد النهائي الذي جمعه مع فريق جمعية وهران، وفاز به بنتيجة 2 مقابل 1 في ملعب 24 فبراير ببلعباس، لتأتي الإنطلاقة الحقيقية نحو مستقبل سيكون حافلا بالإنجازات على مدار عديد السنوات. أضاف أبناء سوسطارة ثاني كأس لخزائنهم سنة 1988 أمام شباب بلوزداد بركلات الترجيح في ملعب 5 جويلية الأولمبي، وفي عام 1997 أطاح بشباب باتنة بهدف نظيف. وفي سنة 1999 فاز على شبيبة القبائل بهدفين دون مقابل، وأمام شباب المشرية بهدف وحيد عام 2001، ليتجدّد الموعد مع السيدة الكأس سنة 2003 بترسانة من النّجوم، أطاحوا بالجار شباب بلوزداد في الداربي الذي حسم في الوقت الإضافي ب 2 مقابل 1، وآخر تتويج بالسيدة الكأس كان خلال الداربي العاصمي الذي جمعهم مع مولودية الجزائر سنة 2013 بملعب 5 جويلية الأولمبي بهدف نظيف من تسجيل بن موسى. أما بالنسبة للنّهائيات التي نشّطها بلغت 17 نهائيا، حيث فشل في التتويج بالكأس أعوام 1969، 1970، 1971، 1972، 1973، 1978، 1980، 2006 و2007، في حين يملك الإتحاد 8 تتويجات ضمن البطولة الوطنية سنوات 1963، 1996، 2002، 2003، 2005، 2014، 2016 و2019، وفي 1998، 2001، 2004 و2006 كان وصيفا للبطل، ويملك أبناء سوسطارة لقبين ضمن الكأس الممتازة آخرها سنة 2014. مشاركات قارية وعربية مشرفة كما يملك سجلا كبيرا من ناحية التتويجات الخارجية على غرار كأس الأندية الحائزة على الكؤوس، حيث بلغ الدور ربع النهائي سنة 1982 وأقصي أمام نادي هيرتس، وخرج من نفس الدور سنتي 1989 و1998، في حين تمكن من بلوغ المربع الذهبي عام 2002. أما كأس رابطة أبطال إفريقيا وصل للدور نصف النهائي سنتي 1997 و2003، وفي 2004 خرج من الدور ربع النهائي، 2005 خرج من الدور الثاني أمام الأهلي المصري وأقصي من نفس الدور عام 2006، في حين لم يتمكن من تجاوز الدور الأول سنة 2007، وبلغ النهائي موسم 2014 / 2015. وفيما يتعلّق بكأس الكونفدرالية الإفريقية وصل للدور ربع النهائي سنة 1999، وخرج من الدور ثمن النهائي في 2005، ونشّط نهائي كأس المغرب العربي للأندية الحائزة على الكؤوس سنة 1969، وخرج من الدور ربع النهائي لذات المنافسة سنة 1970، بينما كانت مشاركة مشرفة في رابطة أبطال العرب في 2003 و2007 عندما احتل المركز الثالث وفاز بالكأس سنة 2013، وحاز في ذات العام على الكأس العربية الممتازة. «سيربور» الشّركة التي ترعى النّادي عاش الإتحاد فترة فراغ رهيبة في الموسم الرياضي الماضي بسبب غياب ممول رسمي للنادي، ما جعله يدخل في دوامة من المشاكل التي كانت نتيجة تراكم الديون وعدم القدرة على دفع مستحقات اللاعبين، إلى أن جاءت لحظة الفرج بعدما أعلنت شركة تسيير موانئ الجزائر «سيربور» شراء أسهم الفريق العريق. وبهذا الصدد أكّد الرئيس المدير العام، عاشور جلول، في تصريح سابق خصّ به «الشعب» أنّهم جد سعداء بهذه الصّفقة لأنّها تجمعهم مع نادي له تاريخ كبير في قوله «فريق إتحاد العاصمة عريق وكبير جدا، هذا ما دفعنا لتولي المهام من خلال شراء الأسهم لمرافقته في تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا وفقا لمشروع طموح من كل الجوانب، ومع إدارة تملك الكفاءة والخبرة في التّسيير، وبتواجد عنتر يحيى الإسم الكبير سننجح بحول الله في تحقيق الأهداف التي جئنا من أجلها». بوزناد: «نرغب في بناء مشروع على أسس صحيحة» من جهته الأمين العام للإتحاد، ندير بوزناد، خص «الشعب ويكاند» بلقاء حصري، تطرق خلاله إلى كل التفاصيل المتعلقة بالمشروع الذي جاءت به شركة «سيربور»، مقيّما أهم الأمور والنقاط التي تم إنجازها بعد مرور سنة من تولي المهام قائلا: «مجمّع سيربور جاء بمشروع كبير وطموح يهدف إلى بناء فريق قوي محترف من كل الجوانب، وبكل المقاييس التي تتماشى مع قوانين الإتحاد الدولي والإتحاد الجزائري لكرة القدم، أول خطوة في بداية المهمة تمثلت في إعادة فتح كل الملفات ودراستها بطريقة مُدقّقة لمعرفة كيفية التعامل مع الأمور، ولحل المشاكل والعراقيل التي وجدناها وحتى نخدم المشروع الرياضي، حيث شرعنا في إعادة هيكلة داخلية بداية من الإدارة لأنّها جد مهمة في إعطاء دفع للتقدم نحو الأمام لتجسيد كل الطموحات والأهداف التي نرغب فيها حتى يكون الإتحاد من كبار الأندية وطنيا وفي الخارج في السنوات القادمة، لأن الجانب الإداري يسير بالتوازن مع المشروع الرياضي بالنظر للتكامل والترابط بين الجهتين، أما فيما يخص التقييم الأولي لأننا في بداية المشوار ومن المبكر أن نحكم على ما تم إنجازه لحد الآن، لكن الحديث يقتصر على الورشات المفتوحة التي تتعلق بمستقبل النادي». واصل بوزناد قائلا في ذات السياق: «يعد الركيزة الأساسية للنادي من أجل النجاح مستقبلا أنّه سيسمح لنا بتكوين الفئات الشبانية، وسيكون معقل النادي العريق يليق بتاريخه ومكانته حيث تجاوزنا العراقيل التي تتعلق بالأرضية والوثائق الإدارية والعقد الذي يربط الشركة ذات أسهم مع مديرية أملاك الدولة، كما قمنا بإعادة هيكلة المخطط من خلال إدخال بعض التعديلات فيما يتعلق بالمجسّم، ونحن الآن نسير بطريقة صحيحة حيث انطلقت أشغال الإنجاز التي تتكفل بها شركة وطنية بمرافقة مكتب دراسات عمومي، ولهذا أجدّد القول أننا في ورشة مفتوحة من ناحية هيكلة وتنظيم النادي، كما أنّنا نهتم بالفروع على غرار الساركل الموجود بمناء جميلة، أنهينا الدراسات المتعلقة بإعادة الترميم لكي يكون الواجهة ويتضمن المحلات لبيع منتجات النادي، والتي ستكون دعما إقتصاديا من خلال إستغلال مثل هذه الأمور مستقبلا، كذلك سيحتوي على مقر الفريق ومتحف يتضمّن كل التتويجات والتاريخ الخاص بالنادي، والذي سيكون قبلة بحول الله لجمهور الإتحاد». كما تطرّق محدثنا إلى أهم الأهداف المتعلقة بالألقاب المنتظرة، وقال في هذا الشأن: «اليوم لا نستطيع سبق الأحداث وسنترك التقييم إلى غاية الإنتهاء من كل هذه المشاريع التي تحدثت عنها لأنها ستكون مكسبا كبيرا للإتحاد، وستجعله قطبا رياضيا بامتياز، والتقييم سيكون مستقبلا عندما ننتهي من كل الترتيبات في كل الجوانب لأننا في بداية التجسيد فقط في المجال التنظيمي والمرافق، أما فيما يتعلق بالجانب الرياضي الأمور تسير كما يجب بقيادة النجم الدولي السابق والغني عن كل التعريف عنتر يحيى، وهو ساهر على كل صغيرة وكبيرة لبناء نادي محترف كبير، يلعب على الأدوار الأولى محليا وقاريا ولم لا المشاركة في بطولة العالم للأندية مستقبلا، وفي نفس الوقت لتكوين المواهب التي تملك المؤهلات لكي تتمكن من تمثيل المنتخب الوطني وإعطاء الدعم للرياضة الجزائرية حتى يرتقي لمستوى البطولة الوطنية، وهذا هو أساس تواجدنا في هذا الفريق الكبير». غياب الجمهور له انعكاس سلبي كما عبّر الأمين العام عن رضاه التام للوتيرة التي تسير بها الأمور في قوله: «نحن راضون على وتيرة سير وتقدم الأشغال المتعلقة بمشروع بناء نادي كبير ومحترف ومنُظّم بالرغم من العراقيل الميدانية التي تواجهنا ليس في الفريق فقط بل في المحيط العام لكرة القدم بالجزائر أبرزها البيروقراطية، لكن سنتعامل معها بكل إحترافية لكي ننجح في هذه المهمة مثلما سبق لي القول، إضافة إلى جائحة كورونا التي أثّرت على المجمتع عامة. ومن هذا المنبر أترحّم على أرواح الذي ماتوا بهذا الوباء وأتمنى الشفاء للمرضى وأن يرفع عنا البلاء، كما إنعكست سلبيا وبشكل كبير على الجانب الرياضي بصفة خاصة، ونحن نتعامل مع هذا الوضع بكل حنكة من خلال إعادة بعث المنافسة مجددا رغم غياب الجماهير الذي أنقص من صدى هذه اللعبة الجماعية بالنظر لدوره الفعال في تحميس اللاعبين. ومن جهة أخرى لا يوجد الدخل الخاص ببيع التذاكر وحتى على الجانب المتعلق بالممولين، لكن لا يوجد أمام خيار آخر لأن صحة الناس أولى من كل شيء، ولهذا يصعب اليوم على الأندية بناء مشاريع إقتصادية بالطريقة المثلى، لكن يجب أن نتلاءم مع الوضع في انتظار عودة الأمور إلى طبيعتها، ونحن الحمد لله شركة سيربور تعتبر السند المالي واللوجستيكي وحتى من ناحية المناجمانت، لأنها هذه المجمعات الإقتصادية الكبرى جد مهمة عندما ترافق الأندية في كرة القدم حيث تعطي الدفع والمساندة ما سيرفع النوعية في تأطير الأندية المحترفة وفي طريقة التسيير الصحيحة». حذّرنا من كثافة البرمجة قبل بداية الموسم أما عن البرمجة والموسم الإستثنائي، قال بوزناد: «إضافة للمشاكل والعراقيل في التّحضيرات بسبب الغيابات والإصابات العديدة بفيروس كورونا في صفوف النادي. هناك مشكل آخر يتمثل في البرمجة المكثفة لأننا نشهد موسما إستثنائيا من خلال عدد المباريات الذي ارتفع بالمقارنة مع السابق، ولهذا أتمنى أن لا يؤثر على صحة اللاعبين مع مرور الجولات والإبقاء على أولوية الحفاظ على سلامتهم فوق أي شيء آخر، لأنه هناك فرق معنية بالمشاركة في المنافسة القارية، ما يعني أنهم سيلعبون لقاءات إضافية وفي نفس الوقت سيكون تأخرا في خوض بعض الجولات، والتي ستؤثر هي الأخرى على طبيعة الموسم الرياضي الحالي ب 38 جولة، لأن اللاعبين تراجعوا من ناحية اللياقة بسبب التوقف الطويل والتحضير المتذبذب قبل العودة للمنافسة، ما سيجعلهم عرضة للإصابات والإرهاق وضغط البرنامج سيؤثّر عليهم من كل الجوانب، ولهذا كنّا نطالب بأن تكون رزنامة رحيمة بهم لتسيير هذا الوضع الإستثنائي». واصل الأمين العام قائلا في ذات السياق «قمنا بعمل كبير من الجانب الطبي من أجل حماية لاعبينا لكي يتمكّنوا من تسيير الأمور والوضع الخاص إلى غاية نهاية الموسم الرياضي من خلال الإعتماد على ثلاثة أطباء مختصين ومحضر بدني له خبرة وكفاءة يشرفون على الفريق الأول، حيث قمنا بتجهيز ملعب عمر حمادي بمركز طبي متكامل يشرف على كل الفئات العمرية وليس الأكابر فقط لكن هذا غير كاف حتى المطعم يسهر عليه طبيب لكي تكون الوجبات صحية من خلال عملية مرافقة اللاعبين للحفاظ على لياقتهم صحتهم لأن النظام الغذائي له دور كبير في تحضير لاعب للمستوى العالي، لأن أي إصابة في مثل هذه الظروف قد تنعكس على مشوار اللاعبين مستقبلا لأن المعدل العمري في الإتحاد لا يفوق 23 سنة، ما يعني أنهم تشكيلة شابة نطمح لبناء فريق محترف يلعب الأدوار الأولى في المواسم القادمة وعلى المدى البعيد، ما يستوجب علينا دراسة كل صغيرة وكبيرة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم، حتى الإنتدابات التي قمنا بها ركّزنا على الشباب الصاعد لتغطية النقائص التي كانت موجودة في الفريق لأن الهدف الرياضي لا يتعلق بالسنة الحالية فقط والمدير الفني عنتر يحيى يقوم بعمل كبير في هذا الجانب من خلال توظيف خبرته لكي ننجح في المشروع الذي نطمح له». ضد تسقيف أجور اللاّعبين عبّر محدّثنا عن رفضه لفكرة تسقيف الأجوار بالنسبة للاعبين من خلال التفسير قائلا: «صراحة أنا ضد فكرة تسقيف أجور اللاعبين ولديّ تفسيراتي في هذه النقطة لأنّ الجانب المالي ليس عائقا بل يعتمد على العرض والطلب، والنقطة الثانية يجب أن نطرح السؤال ماذا نريد من بطولة جزائرية محترفة؟ إذا كنّا نرغب في السير ببطولة محترفة من الصنف الأول وبمستوى عال يجب أن يكون مستوى فنيا راقيا ما سيجعلنا ننجب لاعبين أقوياء لتدعيم الفريق الوطني. ومن الناحية الإقتصادية لما تكون بطولة قوية ستجلب أحسن اللاعبين في العالم والقاري، وستكون بعدها واجهة إيجابية لأنها تلفت الأنظار ما سيجعل الممولين ورجال الأعمال لتمويلها وتكون عائدات كبيرة للإشهار، ولهذا خطأ كبير للحديث عن تسقيف الأجور، ولكن يجب لأن يكون ترشيد المال بالنسبة للأندية تسقيف الكتلة الأجرية، وهنا فرق كبير مع تسقيف الأجر الفردي للاعب، والمفهوم عندما نقوم بتدقيق في ميزانيات الأندية خاصة تلك العاجزة ماليا يستوجب أن تسير وفقا للكتلة الأجرية التي تناسبه لوحده، ولا يجب أن تعمّم على الجميع لأن بعض الأندية لها طموح للعب في الأدوار الأولى قاريا، ما يعني أنها مطالبة بالتعاقد مع لاعبين لهم إمكانيات كبيرة، بدليل أن خيرة الأسماء تتوجه إلى جيراننا التونسيين وذلك راجع للجانب المالي، ونحن أيضا يجب أن لا نكون مجحفين في حق بطولتنا لكي ترتقي أكثر مستقبلا، ولكي نتمكّن من الوصول إلى نهائيات المنافسات القارية يجب أن يكون للاعبين قدرة كبيرة وفي نفس الوقت سيكون لهم قيمة مالية عالية في السوق، وهنا نعود لفكرة العرض والطلب». الدّور الاجتماعي له مكانة أكّد بوزناد أن طريقة التواصل داخل فريق إتحاد العاصمة لا ترتكز على الجانب الفني فقط بل هناك أمور إنسانية في قوله: «الأمور داخل إتحاد العاصمة لا تتعلق فقط بالجانب الرياضي والتنظيمي بل له دور اجتماعي لأنّنا في وسط يجب أن نعطي المثل الإيجابي ونكون قدوة للشباب، والدليل من خلال عمليات التضامن التي قمنا بها خلال الجائحة الصحية، وكذا الزيارات الميدانية للمستشفيات واستقبال بعض الأطفال والسماح لهم بالإقتراب من اللاعبين لأننا نعرف مدى تعلقهم بهم، لأنّ أساس الرياضة الحقيقي سواء في هيئة رياضية أو مسير أو رياضي، ونحن نعمل من خلال سياسة التواصل والتشهير للإتحاد لكي نكون فعالين في المجتمع الجزائري والتضامن معه في المراحل الصعبة، وفي الأيام الوطنية على غرار ذوي الإحتياجات الخاصة لأنّها من مسؤولياتنا كفريق محترف. وفي نفس الوقت نحن نقوم بالتوعية ضد المخدرات لمحاربة هذه الآفة الإجتماعية التي انتشرت في الوسط الرياضي، ونحن نعمل على تأطير الطاقم الفني واللاعبين وهم على دراية بأنهم محترفين ولهم إلتزامات قانونية ومعنوية تمنع لاعب المستوى العالي للقيام بمثل هذه الممارسات المشينة والتي تضر بهم». واصل بوزناد في ذات السياق «لأنّ الجزائريين يتأثّرون كثيرا باللاعبين، ويجب أن يكونوا قدوتهم لإعطاء أجمل صورة عن الوسط الرياضي الذي يبقى المثل والقدوة، حتى المكملات الغذائية قد تكون لها انعكاسات، ولهذا قمنا بتوعية حتى الفئات الشبانية حول هذا الجانب. اليوم لدينا مدير تكوين لأنهم القاعدة ويجب أن يتكوّنوا منذ الصّغر على هذه الأمور لتفاديها فيما بعد لأنهّم خزّان الفريق الوطني ويمثّلون الراية الجزائرية والإنضباط أهم عامل للوصول للمستوى العالي، ويجب أن نتطرّق لنقطة أخرى لا تقل أهمية، والأمر يتعلق بالمرافق الرياضية التي تعد أحد الركائز للنهوض بكرة القدم مستقبلا، ونحن نستبشر خيرا بجملة المرافق التي ستُسلّم في المستقبل، والأمر يتعلق بالملاعب الكبرى على غرار وهران، الذي يعتبر تحفة حقيقية ومع الألعاب المتوسطية ستكون واجهة للرياضة الجزائرية ومرفقا لمولودية وهران التي تعد ناديا كبيرا وقدمت الكثير للرياضة الجزائرية، براقي، تيزي وزو، دويرة، لأنهم سيرفعون من مستوى كرة القدم وفي نفس الوقت ستقضي على أزمة غياب الملاعب وتقلّل من الضغط على الملاعب القديمة وسيكون تأثيرا إيجابيا خاصة في المدن الكبرى لأن الجزائر بلد كبير ويستحق أن تكون لديه مرافق ذات معايير عالمية، كما أن عدد الممارسين ارتفع في السنوات الأخيرة ما سيجعلها متنفسا للشباب وحتى الجمهور يحضر اللقاءات في ظروف مناسبة ولائقة». بلحمر حمو مكلف بالعلاقات الخارجية: «الفريق مرّ بفترة صعبة في بداية الموسم» من جهته بلحمر حمو عاد بنا إلى الظروف الصعبة التي حضّر خلالها الفريق بعد التوقف الطويل جراء الجائحة الصحية وأهم التفاصيل، وقال في هذا الصدد «واجهنا صعوبة كبيرة بعد العودة للتدريبات لأن التوقف الطويل عن العمل الجماعي للاعبين كان له انعكاس سلبي بما أن كرة القدم لعبة جماعية وتستوجب التدريبات بطريقة جماعية، والعمل الفردي الذي كان يقوم به اللاعبين خلال فترة الحجر غير كافية، وما عقّد المأمورية أكثر إصابة 7 لاعبين بفيروس كورونا ما إضطرنا للعب مباريات من دون ظهير أيمن ومن دون مدرب أول وحتى المدرب المساعد لم يكن موجودا، حيث قاد مدرب الفريق الرديف التشكيلة خلال اللقاء الذي جمعنا مع فريق شبيبة الساورة وهذا ما كان له إنعكاس سلبي على معنويات المجموعة. هذه الوضعية أثرت كثيرا على النتائج لأننا إلى غاية الجولة السابعة لم يكن لدينا فريق متكامل بحكم الغيابات لأن بعض الأسماء تعرضت للإصابة بالكوفيد مرتين في صورة كل من الحارس زيماموش، عاشور، علمنا على تسيير المنافسة فقط لأنه من الصعب أن نحقق نتائج إيجابية في ظل المعطيات والغيابات». واصل حمو قائلا في ذات السياق: «المأمورية كانت صعبة جدا بسبب الوضعية التي تحدّثت عنها لأنّنا لم نتمكّن من تكوين فريق قوي بسبب الإصابات بكوفيد وكذا ذهاب المدرب، وكذلك بالنسبة للاعبين الذين تعافوا فيما بعد من الوباء كانوا مرهقين بدنيا بسبب انعكاسات المرض التي أثّرت على الجسم وأضعفتهم كثيرا، ومثلما أكده الأطباء هذا الفيروس يؤثّر كثيرا على جسم الإنسان بدليل أن عاشور الظهير الأيمن لم يسترجع قواه، إضافة إلى الجانب التقني لأن المدربين والطاقم الطبي أصيب بالفيروس، ما اضطرنا إلى عزل الجميع ولكن كانت لها انعكاسات نفسية كبيرة على المجموعة، دون أن ننسى ضغط الجمهور الذي طالب الفريق بتحقيق نتائج إيجابية، خاصة بعد الهزيمة في أوّل لقاء ضمن مباراة كأس السوبر في الداربي مع شباب بلوزداد، لأنه حتى بعودتنا للتدريبات نقص المنافسة والمباريات أثّر على التّشكيلة، ونحن اليوم ندفع الثّمن غاليا، ويجب أن يكون وقت طويل لتدارك هذه المخلّفات نستنتجها من خلال المستوى المنحط للبطولة الوطنية خلال الموسم الحالي التي تبقى بعيدة عن تطلّعات الجمهور، وما كان ينتظره من الفرق التي يُتابعها».