ينظّم المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اليوم، يوما دراسيا، إحياءً ل «اليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام والمساعدة في نزعها»، أين سيتم التطرق إلى دور الجزائر في مكافحة الألغام المضادة للأفراد وتجربتها في تنفيذ اتفاقية أوتاوا، إلى جانب التجربة الصحراوية مع انفجار الألغام التي وضعها المغرب على طول جدار الفصل في الصحراء الغربية. يبث شريط وثائقي للتلفزيون الجزائري بعنوان «الألغام..من أرض الجحيم إلى فردوس الأمان»، خلال اليوم الدراسي، الذي ينتظر أن تطرح خلاله، إشكالية تواجد الألغام في الجزائر، والتي تعود إلى حرب التحرير، حيث وضعت أول شبكة ملغمة سنة 1956، مع كثافة تلغيم كبيرة جدا، تقدر ب 2 ، 1 لغم لكل فرد، مقابل 11 لغما لكل فرد في المناطق الحدودية، الأمر الذي خلّف آثارا إنسانية كبيرة، حيث خلفت الألغام خلال الحرب 4830 ضحية، إلى جانب 2470 ضحية بعد الاستقلال، فيما يعود آخر حادث لانفجار لغم إلى 28 أفريل 2011. وسيتم تسليط الضوء على انخراط السلطات الجزائرية من خلال الحكومة المؤقتة في مكافحة الألغام في عام 1958، ليتم تحضير كتيبتين لنزع الألغام، حصريا، لتفكيك المعبر الملغم لخطي شال وموريس، وعمليات تدمير الألغام خارج المعبر سنة 1963. ووقّعت الجزائر على اتفاقية أوتاوا، في 3 ديسمبر 1997، وصادقت عليها في 17 ديسمبر 2001، لتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في 9 أفريل 2002، أي 6 أشهر عقب إيداع آليات التصديق، حيث سيتطرّق الأمين العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، إلى «دور الجزائر في مكافحة الألغام المضادة للأفراد وتجربتها في تنفيذ اتفاقية أوتاوا». كما ينتظر أن يتم تداول الجانب النفسي لضحايا الألغام، إلى جانب تقديم نتائج دراسة حالات مصابين بانفجار الألغام، من خلال إلقاء محاضرات من قبل أطباء نفسانيين، فيما يتناول رؤساء جمعيات مختصّة كيفية إعادة إدماج المعاقين حركيا من ضحايا انفجار الالغام، وتلبية حاجياتهم. وفي نفس السياق، من المرتقب أن يلقي رئيس الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام عزيز حيدر، الضوء، عبر تقنية «التحاضر عن بعد»، على «التجربة الصحراوية في مساعدة ضحايا الألغام في ظروف اللجوء والحرب»، ليتوقف مدير المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام سيدي محمد مولاي الزين عند «الألغام الأرضية في الصحراء الغربية بين الواقع والتحديات». ويشار إلى أنّ أكثر من 7 ملايين لغم مضاد للأفراد والآليات، ينتشر على عرض مئات الأمتار، في محيط الجدار الرملي (جدار العار) الفاصل، الذي أقامه المغرب سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، على امتداد 2750 كلم مربع من أراضي الصحراء الغربية، بهدف تقسيمها وتشتيت العائلات الصحراوية. وتسجّل اللّجنة الدولية للصليب الأحمر والجامعة العربية، حضورهما في اليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام والمساعدة في نزعها، من خلال مداخلات عن بعد.