تمكن رجال الإطفاء لولاية البليدة وهم مدعومون من طرف نظرائهم من الولايات المجاورة، مساء السبت المنقضي، من إخماد النيران التي شبت بمنطقتي وادي الأبرار وبلهجوري بجبال الحظيرة الوطنية للشريعة بشكل نهائي، وهذا بعد مضي 17 ساعة و08 دقائق عن بداية التدخل للتصدي للحرائق التي طالت المنطقة. قالت الوحدة الرئيسية للحماية المدنية لولاية البليدة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إن عملية الإخماد شارك فيها رجال الجيش الوطني الشعبي، وتم تجنيد 270 عون و35 شاحنة إطفاء تابعة للحماية المدنية وسيارتي إسعاف. وأضاف البيان، أن تدابير احترازية تم أخذها بعين الاعتبار بعد إخماد النيران في الموقدين المذكورين، حيث قامت فرق التدخل بعمليات الإخماد اليدوية بواسطة المضخات المحمولة لضمان عدم نشوب حرائق بسبب الجمار، وتم تسليم المهام لمصالح الغابات من أجل عملية الحراسة لضمان عدم عودة الحريق، وعودة نجدات الحماية المدنية للولايات المجاورة إلى وحداتها الأصلية. وبحسب ما بلغنا، فإن الحرائق التي شبت في الثلث الأخير من ليلة السبت، أضرت بالبيئة، كما فعلت تلك التي عرفتها المنطقة في أربعة مواقد أخرى قبل أيام قلائل، فمئات الهكتارات من الثروة الغابية أتلفت، كما احترقت مساحات واسعة من أشجار الأزر التي تتميز بها الشريعة والتي تجعل منها قبلة سياحية فريدة من نوعها. وعبر المواطنون عن تذمرهم جراء ما يحصل للحظيرة الوطنية بالشريعة، التي تعتبر منطقة سياحية بامتياز ينبغي الحفاظ عليها والاستثمار فيها، وطالبوا بمحاسبة المتسببين في الحرائق التي أضرتها بشكل كبير، وستُخل بالتوازن الإيكولوجي. مع العلم أن لجنة متخصصة تقوم بالتحري لمعرفة أسباب اندلاع هذه الحرائق وذلك بالتنسيق مع رجال الدرك الوطني. وكما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، فإن محافظة الغابات لولاية البليدة، وضعت مخططا يستند إلى أبراج لمراقبة الحرائق في بدايتها على مستوى المناطق السوداء، كما قررت توظيف فرق تدخل أولية من المواطنين القاطنين في الجبال والمناطق الغابية يقومون بمنع انتشار النيران قبل لحاق رجال الإطفاء.