أكد الفنان التشكيلي علي كربوش على معاناتهم كاهل الفن وفي مختلف الميادين، ومتأسفا على غلق دور العرض التي استقطبت جمهورا كبيرا في سنوات كان فيها الجزائري ذواقا لما تنتجه الريشة ومختلف الإبداعات. وقد اعتبر كربوش، في حديثه ل«الشعب»، الفنان أحسن جسر تنقل من خلاله انشغالات المواطن، مبرزا أن الريشة أو مختلف أنواع الفنون التشكيلية تحمل رسائل متعددة موجهة إلى كل الأطراف، حيث يسعى الفنان من جهة إلى تصوير وتجسيد الواقع الذي يعيشه أو يراه في مجتمعه أو مجتمعات أخرى بطريقة إبداعية بهدف إيصال رسائله إلى اكبر عدد من الأفراد. وتأسف ذات الفنان التشكيلي على الوضع الذي آل إليه الفنان الجزائري، حيث أصبح يعاني التهميش ويعامل معاملات لا يستحق أن يعامل بها وهو الذي يناضل بإبداعه خدمة للمجتمع والوطن، حيث قال كربوش في هذا الصدد أن الفنان في الجزائر عانى وما يزال يعاني التهميش، ويستدعى إلا في الحالات أو المناسبات التي تكون الجهة المنظمة للتظاهرة أو الفعالية الثقافية في أمس الحاجة إليه. كما تطرق علي كربوش في حديثه ل«الشعب» عن الانتظار الكبير للفنان الجزائري لقانونه، الذي مرت على وضعه فترة زمنية طويلة، قائلا في هذا الشأن «القانون سمعنا به وحضرت عديد الاجتماعات التي تناولت النقاط العريضة التي يضمها، إلا أن هذه القرارات بقيت حبرا على ورق، أما التجسيد الفعلي فلا ندري متى يكون»، كما اعتبر من جانب آخر ذات الفنان التشكيلي أن هذا القانون وإن لم يعد بالفائدة على الفنانين الكبار، فهناك شباب يحملون المشعل ومن حقهم العيش والاسترزاق من فنهم كمهنة، والاعتراف بإبداعهم وتأمينهم اجتماعيا. ومن جهة أخرى اعتبر كربوش غلق قاعات وأروقة العرض التي كانت مفتوحة امام الفنانين في السنوات الذهبية لمختلف أنواع الفنون أهم الأسباب التي ساعدت على ترك الجمهور الجزائري لفنه، حيث قال أن الكثير من قاعات العرض التي عرفت في فترات سابقة غيرت نشاطها، وأصبح الكل يبحث عن الربح السريع وإدخال جميع النشاطات في قالب تجاري بحت ولو كان ذلك على حساب العناصر أو المكونات التي تتعلق بهويتنا وثقافتنا الموروثة عبر أجيال متتالية والضاربة في عمق الحضارات الكبرى. وقد أبدى كربوش من جانب آخر تفاؤله، حيث رأى أن الخطوات التي تبذل في هذه الفترة في المجال الفني تبشر بالخير، حيث أصبح هناك نوع من الاهتمام بالطاقات الشبانية، إلا أن الحل الأنسب حسب رأي ذات الفنان التشكيلي هو وجوب فتح فضاءات تجمع الأسرة الفنية في مختلف المجالات كما هو معمول به في الدول المتقدمة والرائدة في هذا الميدان، وهذا قصد تبادل الخبرات ومعرفة جميع التطورات التي تخص جميع أنواع الفنون، مع الاطلاع على جديد كل فنان، واكتشاف المواهب التي لم تسنح لها الفرص للبروز وفتح الأبواب أمامها لشق طريقها.