في إطار تظاهرة "ربيع الألوان الجزائرية" التي يحتضنها قصر الثقافة بوهران، يقيم الرسامان بن ديمة وجعفر من ولاية عين تموشنت، معرضا فنيا للوحات تشكيلية تطرح العديد من الأفكار والمواضيع المستمدة من مدارس فنية كثيرة كالمدرسة التجريدية والسريالية والتي تتميز بتقنيات تحمل العديد من المعاني ترمز إلى الطابع الغرافي• وقد سبق لهذين التشكيليين اللذين تخرجا عام 1975 من مدرسة الفنون الجميلة، أن شاركا في العديد من التظاهرات الفنية والصالونات الوطنية كان آخرها مشاركتهما في "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وحاليا هما عضوان نشطان في جمعية الريشة الحرة للفنون التشكيلية بمدينة وهران، والتي تضم العديد من الرسامين على مستوى ولايات الغرب• وقال رئيس جمعية "الريشة الحرة" السيد الطيب في حديث جمعه بجريدة "الفجر"، إن الرسم اليوم لم يعد يطعم صاحبه بعدما أصبح يسمى بالأب الفقير على غرار الفنون الثقافية الأخرى نتيجة التهميش وغياب تظاهرات الثقافية التشجيعية للرسامين التي تدفعهم للإبداع أكثر، حيث أن 99•99 بالمائة من الرسامين، على حد تعبيره، لا يعيشون من الرسومات التي يقيمونها ويقدموها لأن الرسم في بلادنا لم يعد له مكانة بعدما أصبح الكثير يعتبر اللوحة الفنية مجرد ديكور يزين الحائط فقط ولا يعلمون القيمة الفنية الحقيقية لها، الأمر الذي جعل الفن التشكيلي عندنا يهبط مقارنة بما يحدث في العديد من الدول العربية، حتى لا نقول الدول الأوروبية، يضيف المتحدث، حيث أن الرسام يتفرغ فقط للإبداع الفني ويتخصص في تقديم لوحات ذات مستوى عال، وهي الظروف التي يفتقدها الفنان عندنا، هذا إلى جانب نقص قاعات العرض، حيث أصبح الرسام عندنا اليوم يحارب من أجل فكرة وتغيير الذهنيات وليس من أجل المادة في غياب التشجيع من قبل المسؤولين بالولاية والبلدية وكذا مديريات الثقافة لخلق فضاءات للعرض وإجراء مسابقات بين الفنانين التشكيليين لتنمية روح الإبداع• وفي سياق حديثه، قال رئيس جمعية الريشة الحرة، إن اليوم الوطني للرسام المصادف لتاريخ 6 جوان من كل سنة، لا يجسد حقيقة المعنى بحيث لازلنا بعيدين كل البعد عن ذلك، حيث يبقى هذا اليوم مجرد موعد للتعارف بين الرسامين والتلاقي وتبادل الهموم والمشاكل وليس لطرح مشاريع وإنجازات في عالم الرسم•